الوسواس القهري مرض شيطاني اسبابه وعلاجه

🔹الوسواس القهري هو نتيجة لإملاءات وإيحاءات شيطانية  تأتى على شكل حديث نفس داخلي مستمر في عقل وصدر المريض ، ولذا كلما أسترسل معها المريض ودقق فيها وتجاوب معها وصدقها كلما كثف منها الشيطان وزاد من ضغطه ووسوسته وما يلبث عدوا الله حتى يسلب عقل المريض بالتدريج ويبعده عن ربه ومحيطه ومصالحة ويوصله إلى الجنون الرسمي إن لم يتدارك نفسه بالعلاج بالشكل المطلوب والصحيح. 

🔹وهذا المرض الشيطاني قد ذكره ربنا عز وجل في كتابه العزيز ، وأمرنا جل في علاه في سورة الناس من الإستعاذه منه، وسماه بالوساس الخناس الذي يوس في صدور الناس من الجن والإنس فقال تعالى : *{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *  مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }.* 

وقال تعالى : *{ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ}.*

(طه/120) 

▫️والجِنة هم  „الجن  

▫️وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :  *( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقولُ : مَن خلَق كذا ، مَن خلَق كذا ، حتى يقولَ : مَن خلَق ربَّك ؟ فإذا بلَغه فلْيَستَعِذْ باللهِ ولْيَنتَهِ ).* البخاري ٣٢٧٦- مسلم ١٣٤،  من حديث أبي هريرة .

▫️وقال أيضاً  : *(إنَّ أحد يأتيه الشَّيطانُ فيقولُ من خلَقك فيقولُ اللهُ فيقولُ من خلق اللهَ فإذا وجد ذلك أحدُكم فليقُلْ آمنتُ باللهِ ورسولِه فإنَّ ذلك يذهبُ عنه ).* 

رواه أحمد ٢٥٧/٦. وحسنه الالباني  في الصحيحة ١١٦، من حديث عائشة .

▫️وقال أيضا : *(يوشك النَّاسُ يتَساءَلونَ ، بينهم ، حتى يقول قائلهم : هذا خلقَ اللَّهُ الخلْقَ ، فمَن خلقَ اللَّهَ ؟ فإذا قالوا ذلِكَ ، فقولوا : اللَّهُ أحَدٌ ، اللَّهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنُ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، ثمَّ ليتفُلَ عَن يسارِهِ ثلاثًا ، وليستَعِذْ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ ).*

رواه ابوداود ٤٧٢٢وحسنه الالباني في الصحيحة ٢٣٦/١، من حديث أبي هريرة .

🔹 والدليل على أنه من الشيطان بوساويسه على الغالب يبدأ بإشغال  المريض في أمور دينه فيشك بوجود الله ، ويجعله يشك في طهارته ، ويشك في الصلاة فلا يدري كم صلى ، ويشك في شرف زوجتة وأقرب أقاربه وينفره منهم ويقنعه بأنهم أعداء له ويتربصون به ويعملون على تدميره ، ويشك في الطعام والشراب الذي يقدمونه له ، ويشك في كل من يعمل عندهم أو يتعامل معهم ومن له مصالح عندهم، ويوهمه بإقتراب الأجل واقتراب ساعة الموت . 

🔹وفي العادة لا تستحوذ الشياطين المأمورة بالسحر أو تلك المعتدية ولا تتمكن بوسوستها إلا على مريض ضعيف الإيمان والعقيدة والعلم والعزيمة والشخصية والإرادة ، والذي يصغي وينقاد ويسلم ويتماشى مع خطوات الشيطان ، الذي يهدف لسلب لبه وعقله ورشده بالتدريج ، وإشغاله بالشكوك والأوهام والتخيلات والإيحاءات والإملاءات ، و يجعله يفكر ويدقق في سفاسف الأمور وفي التفاهات وصغائر الأمور ، حتى يوصله إلى الإنعزال عن الخلق ، وقد يقوده إلى الإنتحار ، أو إلى الجنون الكلي في الغالب. 

🔴 وعلى الراقي الحذق أن يتعامل مع هذه الحالات بشكل خاص وبإهتمام شديد ، لأن أكثر من يصابون بهذا المرض لا يستطيعون علاج أنفسهم بأنفسهم ، ولذا ينبغي على الراقي أن يهتم بما يلي :

▫️ينبغي على المعالج أولاً أن يخرج المريض من حالته بجلسات الحوار والتقويم والتصحيح وذلك بطرح التوجيهات والنصائح والإرشادات ، ومحاولة إقناع المريض بالخروج من مصيدة الشيطان التي أوقعه فيها ، ومحاولة تقوية عقيدته وإيمانه ، وبناء معنوياته وتقويم سلوكه، وتبين مداخل الشيطان وطرقه وأساليبه ليتفادها. 

▫️ثم إرشاده إلى العمل بالأسباب الشرعية للعلاج لإضعاف الشيطان المتسلط وإنهاكه الى حد الخروج والخلاص ، وذلك بالمداومة على جلسات الرقية المباشرة من راقي، والإلتزام والإسقامه على دين الله، وملازمة المساجد، وإلتزام الذكر وقراءة القرآن والأذكار، والإلتزام بالبرامج العلاجيه . 

▫️وبعدم التماهي والتماشي والإنقياد والتجاوب والإسترسال والإصغاء إلى الوسواس والتدقيق والتحليل في إملاءاته وتطبيق مراد الشيطان من الوسوسة ، وكسره بتجاهله والعمل على عكسه . 

▫️قراءة سورة الناس بتكرار حال ذلك ، بتدبر وتمعن لقطع دابر الوسواس الشيطاني وإشغاله بالقرآن والذكر ، حتى لا له المجال لتفرغ لإشغال المريض بالوسوسة .

▫️الإبتعاد عن الخلوة والإنفراد والإنشغال بما نفع من الأعمال الدنيوة والأخروية. 

▫️مجالسة الصالحين ومن يعين المريض على الإلتزام والإسقامه وذكر الله ويرفع المعنويات. 

▫️الإبتعاد عن المنبهات والمنشطات التي تشد الذهن والتركيز وتمنع النوم . 

▫️الإبتعاد عن العلاج النفسي المخدر للجهاز العصبي والذي يعمل على تثبيط المرض وحبسه لا إستئصاله ، والذي قد يهدي الوسواس و له أضراره وآثاره السلبية الملحوظة في حالة المريض جسداً ، والإهتمام بالعلاج بالقرآن الكريم والتكثيف منه، والذي تطمئن به القلوب وتنشرح الصدور وتزول معه الوسوسة والضيق والكروب، 

قال تعالى : *{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }.*الآية 

(57) يونس

قال الله تعالى : *{الذين آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.*[الرعد : 28].. 

وقال جل وعلا : *{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا }.*

الآية (82) الإسراء

وقال تعالى : *{ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }.* فصلت (39)

كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري

                      مدير 

              مركز الإستشفاء 

    بالقرآن الكريم والرقى الشرعية 

                اليمن - صنعاء