🔹هناك من يسأل عن سبب ندرة وجود نساء راقيات شرعيات مؤهلات ومتفرغات ومتخصصات لرقية النساء حتى لا يتكشفن أمام الرقاة الرجال.
🔹فمن الناحية الشرعية فإنه لا شك أنه يجوز للمرأة المؤهلة علمياً ، والتي تحمل معتقداً صحيحاً وعلماً وكفاءة وعزيمة على أن ترقي النساء ، وكم نتمنى أن نجد من بين أوساط النساء من يتفرغ للرقية النساء بجداره.
🔹ففي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها *( فقال : عالجيها بكتاب الله).* صححه الألباني
🔹ويُقوِّي هذا ما أخرجه الحاكمُ وابنُ منده وأبو نُعَيْمٍ في قصَّةِ الشفاءِ بنتِ عبد الله رضي الله عنها: ( أَنها كانت تَرقي بِرقى فِي الجاهلية ، وأنها لمّا هاجرت إِلَى النَّبِي صلّى الله عليه وآله وسلم قدمت عليه فقال : " يا رسول الله ، إني كنتُ أَرْقي بِرُقىً فِي الجاهلية ، وقد رأيت أن أعراضها عليك " ، فقال : (اعرضيها ) ، فعرضتها عليه وكانت منها رقية النملة ، فقال : ( ارقي بِها وعلميها حفصة) ، " بإسم الله صَلُوب حين يعود مِن أَفواهها ولا تضر أحداً ، اللّهم اكشف البأس ربّ النّاس " ، قال : ( تَرقي بِها عَلى عُودِ كُرْكُمَ سبع مرّات ، وَتَضَعه مكانًا نظيفاً ثمّ تُدلكه عَلى حجر بخل خَمْر مُصَفًّى وَتَطْلِيه عَلى النَّوْرَةِ).
🔹وفي القصة ترخيصٌ مِنه صلّى الله عليه وآله وسلَّم للمرأة وهي : الشِّفاءُ بنتُ عبد الله رضي الله عنها بالرقية، وهذا الطريق ـ وإن كان ضعيفاً في إسناده ـ الا أنه يصلح في المتابعات كما قرَّره الشيخ الألباني رحمه الله في
«السلسلةالصحيحة» للألباني (١/ ٣٤٤).
🔹سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم تخصص المرأة المسلمة في الرقية الشرعية ؟
فأجاب – رحمه الله - : ( الرقية الشرعية هي العلاج بكتاب الله تعالى وبالأدعية المأثورة في السنة الصحيحة ، فمن حفظها وعرف تلك النصوص التي تستعمل في الرقية فله استعمالها ، ولا فرق بين الرجل والمرأة وقد كانت عائشة – رضي الله عنها – ترقي نبي الله صلى الله عليه وسلم لما مرض وتنفث بيده رجاء بركتها ، ولا شك أن الكثير من النساء المؤمنات قد يحفظن القرآن والكثير من الأوراد وهي من الصالحات القانتات الحافظات للغيب ، فلهن عمل الرقية للنساء حتى لا تحتاج المرأة إلى الذهاب للرجال لأجل الرقية وكذا تلاقي المرأة محارمها ونساءها وذلك موجود فيهن بكثرة والله أعلم ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين – ص 384 ).
🔘 فلماذا إذن لا نجد رقاة من النساء على أرض الواقع إلا بشكل نار جداً ..⁉️
🔴 هناك أسباب منطقية وأعذار شرعية كثيرة تمنع حصول ذلك نذكر منها مايلي :
🔹أن أمر التصدر لمقارعة الجن والسحرة وشياطينهم ليس بالأمر السهل والهين كما يتصوره كثير من الناس ، بل هو طريق شاق وشائك ومحفوف بمخاطر جمة ، لأن الراقي يواجه أعداء كثر خفيين من شياطين الإنس والجن ويخوض معهم معارك شعواء، ويقف ضدهم ويتصدى لمشاريعهم وأعمالهم الدنيئة ويفضح أعمالهم ليلاً ونهاراً ، وبالتالي فإنه لا شك أنهم سيتربصون به ليلاً ونهاراً للنيل منه دون ملل أو كلل أو رحمة ، وأنه يتلقى ردات فعلهم الإنتقامية في نفسه وأهله وماله وولده ، ولذلك فأن المرأة بطبيعتها التي جبلت عليها لا تستطيع تحمل مشقة مقارعة ومجابهة ومصارعة الجن والشياطين والسحرة وشياطينهم ليلاً ونهاراً ، لضعف بنيتها وجسدها وعزيمتها ، ومعنوياتها ونفسيتها ، فالمرأة جبلت على الخوف وتتملكها العاطفة في الغالب ، وتنهزم أمام أكثر المواقف والتهديدات، وقد تصاب بالرعب والذهول والإرتباك أما تهديدات الشياطين في النيل منها ومن أبناءها.
🔹أن المرأة تقضي كثير من أيامها في حيض أو نفاس ولا تستطيع مع ذلك مجابهة الشياطين في تلك الحاله، لضعف مناعتها وتحصيناتها لبعدها عن الصلاة وعن لمس المصحف، ولا يخفى علينا الحديث الثابت عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لب منكن ، أما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل ، وأما نقصان الدين ، فإن إحداكن تفطر رمضان ، وتقيم أياما لا تصلي ) ( متفق عليه ).
🔹أن المرأة تتحمل مسئوليات كبيرة تجاه بيتها وتربية أبنائها وخدمة زوجها، وتستغرف فتره طويله في الحمل ومضاعفاته، والتفرغ للرقية فيه مشقة كبيرة عليها ، وقد يؤثر ذلك على حياتها الخاصة وعلى واجباتها تجاه بيتها وولدها وزوجها وقد يؤثر ذلك على علاقتها بزوجها وقد يفضي إلى خراب بيتها ، لذلك فإن المرأة ليس بأمكانها أن تتفرغ كما يتفرغ الرجل.
🔹أن معظم الشياطين بطبعها تكون سفيه وبذيئة ، وقد تتحضر وتستغل وجود المرأة الراقية أماها للتطاول عليها وتقذفها بالسب والتفوه بالكلام المنحط والبذيئ والمحرج جداً لها ، وقد يهدد المرأة بإغتصابها وما إلى ذلك مما يدفعها إلى ترك المجال.
🔘 وهذه الأسباب ما تجعل أمر تفرغ النساء للرقية صعب جداً ، وأكثر من نعرفهنّ وتفرغنّ لذلك تركن المجال بعد مدة وجيزه وذلك عندما وجدنَّ مشقة وصعوبة ذلك ولامسنَّ خطورته وتعرصن للأذى ، حتى أن كثير منهنَّ ممن أقتحمنّ هذا المجال دون علم أو خبرة أو تحصن وتساهلنّ في أمره وأمنَّ من خطورته قد أصبحنّ ضحية من ضحايا الجن والشياطين ، وأصبحنّ يطلبنّ الرقية ويترددن على الرقاة بعد أن كنّ راقيات والله المستعان.
كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري
مدير مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
0 تعليق على موضوع : لماذا لا تتفرغ بعض النساء لرقية النساء
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات