ما العقوبة الشرعية على من عرف بالإصابة بعينه الخبيثه

🔹العين هي من أكثر الأمراض إنتشاراً وأكثرها فتكاً وتأثيراً وضرراً بالأجسام والأموال والممتلكات والعلاقات ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ).

وحسنه الألباني في صحيح الجامع .

🔹والعائن هو الشخص الذي يصيب بوصفه أو بنظرته وتحديقه وتركيزه ، فيمرض أو يقتل بدون سلاح بإذن الله ، وهو بمثابة فيروس خطير وقد يصيب أينما اتجه. 

🔹و لايلزم أن يكون العائن حاسداً حتى يصيب بعينه ، أو أن يكون متعمداً ، أو أن يكون من أهل الخبث فيتمنى زوال النعمه بعينه ، قـال القرطبي : ( إن الرجل الصـالح قد يكون عائنـاً، وأن هذا ليس من بـاب الصـلاح ولا من بـاب الفسـق في شيء).

🔹فقد يصيب المرء نفسه وماله بعينه ، ويصيب الوالد ولده والعكس ، وقد يصيب المحب محبوبه ، والعاشق معشوقه إذا لم يبرك على مايعجبه ، قال الإمام ابن حجر رحمه الله : (وتكون العين بإعجاب ولو بدون حسد ، وتكون من الرجل المحبّ وتكون من الرجل الصالح..). 

▫️وقال ابن القيم : (وقد يعين الرجل نفسه، وقد يعين بغير إرادته).

▫️فالعائن قد يكون حاسداً متمنياً لزوال النعمة ، وقد يكون معجباً فيصيب بإذن الله إذا لم يبرك ، بعد أن ينظر للشئ بإعجاب وتمعن وتركيز وتحديق وإستحسان وٱنبهار . 

▫️ والعائن الحاسد أشد أثراً وضرراً ، وضرره يتفاوت ، من عائن إلى إلى آخر بحسب خبثه نفسه و طويته ومرض نفسه ، و بالتالي يتفاوت ضرر وتأثير عينه وحسده. 

🔵 ولإتقاء شر العين والعائنين ، يجب عدم إظهار النعم ، وعدم تصويرها والتباهي والإستعراض بها ، والتفاخر بذكرها ، خصوصاً أمام المحررومين منها. 

🔹وعدم التساهل مع العائنين وذلك بمخالطتهم ومجالستهم وأستضافتهم والمزخ معهم ، وإظهار النعم عليهم والأكل والشرب معهم . 

🔹والتحرز منهم عند رؤيتهم بالأذكار والتعويذات لإتقاء شرهم وخبثهم . 

قال ابن القيم : (ومن علاج ذلك ـ دفع ضرر العين ـ أيضاً والاحتراز منه : ستر محاسن من يخاف عليه من العين بما يردها عنه ).

__________________

🔵 الواجب على من يرى من نفسه أنه يصيب بعينه .. 

🔹أن يتقي الله فيصلح نيته وسريتت ويعالج نفسه ويؤدبها ويطوعها ويراجع حاله مع الله ، ويعود نفسه على القناعه والزهد في نعم الآخرين ، { وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}النساء (32). 

🔹وإذا نظر الى الشي يسبقه بترديد التبريك ، قبل أن يحدق أو يركز ويتفحص ويتمعن في الشيئ الذي قد يعجبه ، وقبل أن يتفوه بكلمة إعجاب. 

🔹وأن يعلم أنه آثم بحسب الضرر الذي قد يلحقه بالناس أو بأموالهم وأملاكهم أو حتى بالحيوانات، قال بعض السلف : ( الحسد أول ذنب عُصي به الله في السماء، يعني: حسد إبليس لآدم عليه السلام، وأول ذنب عُصي به الله في الأرض يعني: حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله ).

🔹وأن يعتزل الناس تماماً إذا لم يستطع كبح جماح نفسه الخبيثه وعينه الضارة ، قال القرطبي : ( من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعاً لضرره، وقد قال بعض العلماء : يأمره الإمام بلزوم بيته، وإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به، ويكف أذاه عن الناس، وقيل إنه ينفى، وحديث مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال، فإنه عليه السلام لم يأمر في عامر بحبس ولا بنفي، بل قد يكون الرجل الصالح عائناً، ولا يقدح فيه ولا يفسق به، ومن قال يحبس ويؤمر بلزوم بيته فذلك احتياط ودفع ضرر، والله أعلم ).

▫️قال شيخ الإسلام ابن تيمية : *(من وجد في نفسه حسداً لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه ).* 

▫️قيل للحسن البصري : أيحسد المؤمن؟ فقال : * (ما أنساك إخوة يوسف، لا أباً لك، ولكن غُمّهُ في صدرك، فإنه لا يضرك ما لم تَعْدُ به يداً ولا لساناً ).* 

🔵 حكم من عرف بالعين🔵

🔹الواجب على ولي الأمر أن يحبس كل من عرف وأشتهر بالعين ، ومن يتعمد الإصابة بها مازحاً كان أو جاداً. 

▫️قال ابن مفلح : ( وللإمام حبس العائن، ذكره في "الترغيب"، وفي "الرعاية": من عرف بأذى الناس حتى بعينه ولم يكف حُبس حتى يموت؛ فظاهره يجب أويستحب لما فيه من المصلحة وكف الأذى، ونفقته من بيت المال، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحبسه، وفي "الأحكام السلطانية": للوالي فعله ليدفع ضرره لا للقاضي).

▫️قال القاضي عياض : ( ينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس، ويأمره بلزوم بيته، ويرزقه إن كان فقيراً، فضرره أشد من ضرر آكل الثوم والبصل الذي منعه النبي صلى الله عليه وسلم دخول المسجد، ومن ضرر المجذوم الذي منعه عمر والعلماء بعدم الاختلاط بالناس، ومن ضرر المؤذيات من المواشي التي يؤمر بتغريبها، بحيث لا يتأذى بها أحد، قال أبو زكريا النووي: هذا صحيح متعين لا يعرف من غيره تصريح بخلافه ).

_______________

كتبه / #عارف_بن_محمد_الشميري

                      مدير 

              مركز الإستشفاء 

   بالقرآن الكريم والرقى الشرعية 

                اليمن - صنعاء