🔹الإحسان إلى الأقارب والأرحام وبذل المعروف لهم والتنفيس عنهم ووصلهم والتغاضي عن من ما يصدر منهم من أذى وحسد ، هو من أقرب القربات إلى الله تعالى.
▫️فعن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن رجلاً قال: يا رسول الله ، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال : لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). رواه مسلم
▫️وقال صلى الله عليه وآله وسلَّم -: *(من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصلْ رحمه).* رواه البخاري
▫️وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه : أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: *( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصلَ الذي إذا قطعت رَحِمُه وصلها ).* رواه البخاري.
🔴 ولايجوز للمسلم قطع #صلة_الأرحام ومعاداتهم بسبب خلافات دنيويه يمكن تجاوزها أوالتغاضي عنها أو التسامح فيها ، فالخلافات الدنيوية لا تبرر القطيعة والهجر والتباغض والتناحر.
▫️ففي الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : *( لا يدخل الجنة قاطع ).*
▫️وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ).*
🔴 أما القريب الذي أمعن في أذاه لقريبه إلى أن وصل به الحد إلى التردد على السحرة المجرمين لشراء السحر منهم لإلحاق الأذى بقريبه وتسليط شياطينهم عليه لتدمير حياته والنيل منه في نفسه وصحته وعقله أو في أهله أو ماله و مصالحه حسداً وخبثاً وحقداً ، وتم التأكد من أذيته بذلك يقيناً وليس بمجرد التخمين والشك وغلبة الظن أو إستناداً إلى إدعائات الشيطان المكلفة بالسحر ،عندئذ يجوز للمسلم مقاطعته وفراقه والبراءة منه ومن شركه ، وأخذ الحيطة والحذر من شره وكيده وخبثه ، حتى لايتأذى بسببه في نفسه ودينه ودنياه، قال تعالى : *{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }* المجادلة (22)
▫️والسحر من الشرك وهو محاداة لله ولرسوله ومن أكبر الجرائم ومن السبع الموبقات ، ولايجوز موادة من حاد الله ورسوله وآذى عبادة المؤمنين به ، فالبراء منهم أولى من الصلة وإن كانوا من أقرب الأقربين .
▫️قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : *( ليس منا من سحر أو سحر له ).*
( السلسلة الصحيحة - 6 / 310)
▫️وقال ابن عبد البر : *( أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مخالطته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية ).*
● قَال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :
*( رُبَّ هجرٍ جميل ، خير من مخالطة مؤذية).*[ فتح الباري (10/496) ]
*🔴 أما الوالدين فلا يتصور منهم عمل السحر لأبناءهم بقصد إلحاق الأذى بهم*، وقد وجدنا أن من الآباء والأمهات من يلجأ إلى السحرة بجهل لعمل سحر المحبة والعطف لأبنائهم، أو سحر السيطرة والإستخواذ على تصرفاتهم للتحكم بهم وعلى قراراتهم، أو لعمل سحر صرف الرجل عن زوجته بسبب رؤيتهم أنها تسيطر عليه وتنفره منها وغير ذلك.
🔹والوالدين مهما بلغت أذيتهم ومهما كانت عقيدتهم فلا يجوز بحال من الأحوال أن يتعامل معهم كغيرهم من الأقارب والأرحام المؤذيين ، وعليه لا يجوز هجرهم أومقاطعتهم بالمطلق بعذر تأكد أذيتهم بالسحر لعظم حقهم عند الله، قال تعالى : *(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بي مَا لَيْسَ لَكَ بهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبعْ سَبيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}*، وقال أيضاً: *{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}*.
🔹ويجب على الولد أن يقوم بواجبه الشرعي نحوهم بالصلة والنفقة والإحسان والخضوع بالقول وغير ذلك من أعمال البر ، وله أن يتعامل مهم بحذر إذا تم التأكد أنهم يعملون له السحر أو لأهله بدون مقاطعه أو تفريط في واجباته نحوهم ، وله أن يحذر من كل وسيلة أو طريقة قد تلحق به الأذى كالأكل والشرب من أيديهم أو إستخدام هديتهم إذا تم التأكد من وضع السحر له فيه ، أو بخروجه في سكن مستقل، أو حتى الاكتفاء بالتواصل بهم عبر الهاتف إذا خشي من أذيتهم بالزيارة.
والله أعلى وأعلم
كتبه / #عارف_بن_محمد_الشميري
مدير
مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
0 تعليق على موضوع : هل يجوز قطيعة الأقارب والأرحام بسبب أذيتهم بالسحر
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات