🔹السحر جريمة عظيمة وتأتي هذه الجريمة بعد جريمة الشرك بالله ، وقبل جريمة قتل النفس المحرمة وهي من السبع الموبقات الموجبات للنار ، قال تعالى : *{ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ }.*
🔹وأيما زوجة يثبت تورطها في جريمة السحر وترددها على السحرة الكفرة الفجرة للنيل من الناس بالسحر وتدمير وتعطيل حياتهم ومصالحهم والتفريق بينهم سواءً كانوا أعداء أو أصدقاء أو أقارب ، فهي كافرة مشركة مجرمة خبيثة ، حتى وإن صلت وصامت وحجت ولزمت المسبحة والسجادة وتظاهرت بالصلاح ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : *( من أتى كاهنا أو عرافا وسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد ).* صححه الألباني.
هذا فيمن يأتي السحرة فيسألهم ويصدقهم، فما بالكم من أتاهم ليستعين بهم وبشياطينهم على أذية الناس الغافلين.
🔹فالذي يبقي على الزوجة الساحرة كالذي فهو يبقي على أسباب دماره، ويحتفظ بحيةٍ سامةٍ على فراشة ، فالساحرة لا يؤمن جانبها ولا بوائقها، ويستحيل صحبتها والتعايش معها لشركها وخبثها نفسها وفساد طويتها ومرض قلبها ، ولذا لا يجوز للمسلم الموحد أن يبقى على ذمته الزوجه الساحرة وقد تأكد من حالها.
🔹فالتي تُسحر للخلق خبيثة الطوية أنانية الطبع لئيمة الخلق تميل إلى الإستحواذ والإنتقام والتشفي ، ومن كانت هذه صفاتها لا تتورع أن تسحر زوجها قبل أن تتعداه إلى غيرة ، فتبدأ به حتى تجعله طوع أمرها ورهن اشارتها بسحر المحبة الذي لا يختلف عن غيره من السحر.
🔹ولا حل للزوجة الساحرة غير الطلاق والفراق براءةً لله منها ومن كفرها وشركها وخبثها ومرض قلبها ، وسلامةً ونجاةً منها ومن أفعالها القذرة ، قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم : *( ليس منا من سحر أو سحر له ).*
( السلسلة الصحيحة - 6 / 310).
وقال تعالى : *{ لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.* المجادلة (22)
🔹ولا يتقبل الزوجة الساحرة وهو يعلم حالها إلا زوج مسحور، أو زوج لا يدين لله بعقيدة الولاء والبراء ، ولايغار على حرمات الله وحرمات المسلمين ولا على حرمته ، قد سلم نفسه وباع دينه لعاطفته ورضي بالدون وبالظلم والهوان.
🔹 مالم تتب توبة صادقة مؤكدة وتظهر الندم على أفعالها من تلقاء نفسها دون إكراه ، وتعترف بجرمها وتبرهن على صدقها بكشف أعمالها ومن إستهدفتهم وتدل على أماكن وطرق سحرها، وتسعى في إبطالها بالطرق الشرعية، وتتحلل من مظالمها للخلق بالإعتراف لهم وتطلب العفو والصفح منهم، وإلا فلن تبرأ ذمتها إلا بذلك.
🔴 ملاحظة /والحكم أيضاً ينطبق على الزوج الساحر، فإذا تأكدت الزوجة المسلمة أن زوجها يمارس السحر أو يتردد على السحرة لإذاء الخلق ، فلايجوز لها البقاء في ذمته وعليها أن تفارقه فوراً وتطلب الطلاق أو تخلعه.
كتبه /#عارف_بن_محمد_الشميري
مدير
مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
0 تعليق على موضوع : وجوب طلاق الزوجة الساحرة والبراءة منها
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات