تناولت الصحافة الأمريكية في الفترة الأخيرة تقارير مفادها بأن أحدى وسائل التحايل الروسيّة لدعم الرئيس ترامب أثناء ترشحه للانتخابات، كانت عبر تخصيص ميزانية لأشخاص يستخدمون هويات مزيفة عبر الإنترنت، بهدف نشر تعليقات تدعم موقفه أمام منافسته هيلاري كلينتون، وفي الوقت ذاته يقومون بالإشادة بترامب وتشويه صورة خصومه.
وخلقت تلك التقارير ضجة واسعة وسط الجمهور الأمريكي. كما يرجّح أن هناك أساليب مماثلة تستخدم في العديد من دول العالم.
ولكن، هل يتواجد أصحاب الحسابات الوهمية ذوو الأجندات بالفعل في دول أخرى؟
يبدو أن ذلك يحدث في العديد من الدول العربية، نظرًا لاختلاف الاسم الذي يطلقه رواد مواقع التواصل على مستخدي تلك الحسابات.
في دول الخليج العربي مثلًا يطلقون عليهم لقب “الذباب الإلكتروني”، وفي مصر يسمونهم “اللجان الإلكترونية”، وفي سوريا “الجيش الإلكتروني”. وهم جميعًا مقاتلون شرسون يقومون بنشر تغريدات معينة، تحوّل الواقع الافتراضي إلى ميدان حرب، عبر نشر وإعادة نشر
التغريدات والهاشتاغات لصالح الفئة التي يعملون معها.
التغريدات والهاشتاغات لصالح الفئة التي يعملون معها.
حسابات مزيفّة نشطة
على الرغم من كون تلك الحسابات وهمية، إلّا أنها تعد تجسيدًا للانقسامات السياسية الحاصلة على أرض الواقع، وتسعى دائمًا إلى نشر آراء تختص بفئة معينة من الناس، ومن ثم يقومون بإعادة نشر تلك الآراء (share) في تناغم موحد من أجل إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين.
كما تبرز وظيفتهم أيضًا في التعليقات، فيقومون بشكل أساسي بنشر تعليقات تدعم وجهة نظر الفئة التي يعملون لديها، وفي الوقت نفسه، يقوم هؤلاء بالدخول إلى صفحات تختلف معهم بالرأي، ويقومون بالتقليل من أهمية الرأي المنشور، ثم شن هجوم معاكس، لتوصيل فكرة مخالفة.
وقد سأل مراسل “كيوبوست”، صاحب أحد تلك الحسابات الوهمية، التي تنشط في كتابة تعليقات مبنية على وجهة نظر معينة وثابتة، عن آلية العمل. وبعد أن أوضح أن اسم المستخدم هو اسم غير حقيقي، وصورة البروفايل الشخصي كذلك، قال إنه يحفظ كلمة المرور جيدًا لأنه يقوم باستخدامها أكثر من مرة في اليوم لكتابة التعليقات.
“وأحيانًا عندما أواجه ردود قوية أقوم بطلب المساعدة من زملاء، فيدخلون فورًا بحساباتهم المزيفة ويساندون آرائي في التعلقيات”. هكذا أجاب.
ولا يكتفي هؤلاء بقراءة المنشور والتعليق عليه، إذ يقوم أصحاب الحسابات المزيفّة على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولات لخلق حوارات فيما بينهم، مثل أن يقوم أحدهم بطرح أسئلة فيقوم زملاؤه بالإجابة عليها، أو طرح قضايا أخرى لحرف الموضوع المثار عن مساره، وخلق حالة من التشتت للمتابعين.
أرقام حقيقية عن الوهم
في 16 ديسمبر هذا العام، انخفضت أسهم فيسبوك بنحو 2% خلال التعاملات، وأرجعت شركة فيسبوك هذا التراجع إلى زيادة في كمية الحسابات الوهمية على موقعها الشهير، واعترفت بأن 270 مليون حساب وهمي تنشط على الموقع، معظمها يدار لأهداف سياسية وتجارية.
وفي الشهر ذاته أفادت صحيفة “تليغراف” البريطانية في تقرير لها، أن حسابين من كل 3 حسابات تكون حسابات مزيفة خلال الربع الثالث من عام 2017، كما أن عددًا من المستخدمين كانوا يمتلكون حسابات مكررة، يصل عددها ما بين 6 و10 حسابات للفرد الواحد. وإجمالًا، فإن 13 بالمئة من حسابات فيسبوك غير شرعية لكونها إما مزيفة وإما مكررة.
اختبار الحسابات الزائفة
اعتمدت فيسبوك الكثير من الطرق لكشف وإغلاق تلك الحسابات الزائفة، إلا أنه بمقدور المستخدم العادي معرفة إذا ما كان الحساب الذي يتابعه حقيقيًا أو مزيفًا، لتلافي مشاكل التأثر بالوعي، أو لأسباب أخلاقية، وذلك باعتماد طرق عدة:
- لا تقم بقبول صداقات من أشخاص لا تعرفهم، وفي حال جذبك شخص ما لمتابعته فقم بتحليل حسابه بتأني قبل قبول الصداقة. ويمكنك استعمال حدسك الشخصي في ذلك التحليل، مثلًا أن تعقد مقارنة بين صورة الشخص وطبيعة عمله التي يكتبها في خانة التعريف الشخصي. أو محاولة المقارنة بين صورة الشخص وعمره.
- شيء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار وهو تاريخ الحساب على الفيسبوك. اسأل نفسك: “هل هذا الشخص نشط على الفيسبوك؟ إذا كان الأمر كذلك، فما الذي يقوم هو / هي بنشره؟” إذا كان هذا الشخص قد أنشأ حسابه الشهر الماضي فقط، فهناك احتمال أن يكون حسابًا وهميًّا على الفيسبوك.
- يمكنك تحديد إذا ما كانت الصورة التي يستخدمها صاحب الحساب
حقيقية أو هي صورة لشخص آخر باستخدام جوجل، وذلك من خلال الشرح المبين في هذا الفيديو. - قم بالبحث عن اسم المستخدم عبر الإنترنت. بالعادة يستخدم أصحاب الحسابات المزيفة أسماءً وهمية، ولكنها تبدو حقيقية، وهنا يكون من المفيد عمل بحث عن الاسم في مواقع البحث، للتحقق فيما إذا كان الحساب مزيفًا، أو مكررًا، فربما يكون صاحب الحساب قد انتحل اسم شخص آخر غيره.
0 تعليق على موضوع : كيف يمكنك ان تتعرف على الحسابات الوهميه او المزيفه على الفيس بوك
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات