مقدمة:
تعيش اليمن منذ سنوات في دوامة من الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، والتي زادت من معاناة الشعب اليمني وأرهقته إنسانيًا واقتصاديًا. وبينما يُفترض أن أي عدوان خارجي على الوطن يجب أن يوحّد الصفوف ويثير الغضب، نرى اليوم بعض الأصوات اليمنية - وللأسف - تُبدي فرحها وتشفيها حينما تتعرض اليمن لضربات أمريكية، خصوصًا إذا كانت موجهة لجماعة الحوثي.
المفارقة الغريبة:
من المؤلم أن نجد من أبناء الوطن من يهلّل ويصفّق عندما تستهدف أمريكا أو غيرها من القوى الخارجية مواقع في اليمن، فقط لأن المستهدف هو طرف سياسي أو عسكري يختلف معه. يتناسى هؤلاء أن القصف لا يفرّق بين عسكري ومدني، وأن الدمار لا يعرف الحوثي من غيره، بل يحرق الأرض ويهدم الإنسان والتاريخ.
جماعة الحوثي ومواقف الخصوم:
لا شك أن جماعة الحوثي لها خصوم كثيرون في الداخل اليمني بسبب ممارساتها السياسية والعسكرية، لكن الخصومة لا تبرّر التواطؤ النفسي أو الفرح بالعدوان الخارجي. فالخلافات السياسية تُحل بين أبناء البلد، أما التدخل الأجنبي فلا يجلب سوى المزيد من المعاناة وفقدان السيادة.
الفرح المؤلم... لماذا؟
قد ينبع هذا الفرح من شعور البعض بالظلم أو الانتقام، لكن حين يتحول الألم إلى شماتة، نكون قد خسرنا بوصلتنا الوطنية. من يُبرّر القصف الأمريكي على اليمن بحجّة محاربة الحوثي، عليه أن يتذكّر أن صواريخ العدو لا تميز بين شمال وجنوب، ولا بين حوثي ومدني.
الوعي الوطني المطلوب:
اليمن بحاجة إلى وعي وطني جامع يدرك أن الخلافات الداخلية مهما بلغت، لا يجب أن تكون بابًا لتأييد العدوان الخارجي. فالسيادة ليست ملكًا لفصيل أو جماعة، بل حق لكل يمني، وخسارتها خسارة للجميع. وعلينا أن نكون خصومًا سياسيين، لا أعداء لوطننا.
خاتمة:
الحل في اليمن يجب أن يكون من الداخل، عبر الحوار والتفاهم، لا عبر الطائرات والصواريخ الأجنبية. ومن يفرح اليوم بقصف خصمه، قد يكون هدفًا غدًا. فهل نتعلم من دروس التاريخ ونوقف هذا الانقسام القاتل؟
0 تعليق على موضوع : حينما يصبح العدوان مدعاة للفرح: قراءة في مواقف بعض اليمنيين تجاه الضربات الأمريكية
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات