-->
الكربديalkrbdi الكربديalkrbdi

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المفهوم الصحيح لمعنى حديث لايسترقون

🔹هناك من يَزهد ويُزهد في طلب الرقية والتصدر لها ، لأنه فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على غير مقصده ، فظن أنه عليه الصلاة والسلام قد زهد في طلب الرقية والتصدر لها لأنها تضعف التوكل حتى لا يخرج طالبها وفاعلها من السبعين ألف الذي يدخلون الجنة بغير حساب أو عذاب كما قال عليه الصلاة والسلام : "عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرجل، والنبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرهيط، والنبي وليس معه أحد، حتى رأيت سواداً عظيماً، فقلت: هؤلاء أمتي، فقيل: لا هذا موسى وأمته، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم قد سدَّ الأفق، فقيل: هؤلاء أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة من غير حساب ولا عذاب"، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته، فاختلف أصحابه في هؤلاء، فقالت طائفة منهم هم الذين ولدوا في الإيمان ولم تسبق عليهم سابقة الشرك، وقال آخرون: هم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه، فدخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن حوارهم فذكروا هذا، فقال : "هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون"، فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم؟ فقال: أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم؟ فقال: سبقك بها عكاشة.

[رواه البخاري: 6541، ومسلم: 549].

⭕ وهذا الفهم للحديث في الحقيقة يتصادم مع فعله وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ، فالسنة تفسرها السنة إذا أشكل شيئاً منها ، وليس هناك تعارضاً البته بين الأحاديث ، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رقاه جبريل عليه السلام دون طلب منه ، وهو خير خلق الله وأعلمهم ، مع قوة إيمانه وصدق توكله وقربه من ربه. 

▫️فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال : يا محمد اشتكيت، فقال : نعم ، قال : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك بسم الله أرقيك.

▫️وفي رواية ابن ماجه ما يوضح أن جبريل قرأها على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك، فقال : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من حسد حاسد ومن كل عين الله يشفيك.
حسنه الألباني . 

🔵 ورقى النبي صلى الله عليه وسلم صحابته.

▫️فعن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي قال : ( ذاك الشيطان ادنه ) فدنوت منه، فجلست على صدور قدمي قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال : ( الحق بعملك ).
صححه الألباني

▫️وعن أم أبان عن أبيها ( أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له - قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي – مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ادنه مني ، اجعل ظهره مما يليني ) قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليه ).
أخرجه البخاري وابو داوود و الطبراني . 

▫️عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال : ( رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال : ( ناولينيه ) ، فرفعته إليه ، فجعله بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر ( فاه ) ، فنفث فيه ثلاثا ، وقال : ( بسم الله، أنا عبدالله ، اخسأ عدو الله ) ، ثم ناولها إياه ، فقال : ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياة ، فقال ( ما فعل صبيك؟ ) فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية ).

( أخرجه أحمد في مسنده – 4 / 170 ، 172 ، والمنذري في "الترغيب" (3 / 158) والحاكم في المستدرك – (2 / 617 – 618) ، ووافقه الذهبي - وقد أورد العلامة محمد ناصر الدين الألباني كلاما مطولا قال في نهايته " وبالجملة ، فالحديث بهذه المتابعات جيد ، والله أعلم - أنظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (1 / 874 – 877). 

▫️عن عم خارجة بن الصلت التميمي - رضي الله عنه - : ( أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أن صاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( هل إلا هذا ) وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق).

السلسلة الصحيحة (2027) 

🔵 وأمر النبي صلي الله عليه وآله وسلم صحابته وآل بيته بالإسترقاء من هذه الأمراض.

▫️فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإسترقاء من العين فقال ( اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ ).

▫️وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين ).
أخرجه مسلم وأحمد والترمذي وصححه. 

▫️وفي صحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها *( فقال : عالجيها بكتاب الله).* وصححه الألباني.

⭕ والسنة تفسرها السنة فالرقية مشروعة ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا).

رواه مسلم 

🔴 وعليه فكل ما ذكرناه من أدلة يدل على مشروعية طلب الرقية والحث على الإسترقاء.

 ⭕ ومعلوم أن التوكل لا يتنافي مع العمل الأسباب ، ولذلك فإن القاعدة الشرعية في الأسباب أن التوكل عليها شرك وأن تركها معصية ، فالتوكل على الأسباب شرك بالله : * {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}* ، وترك الأسباب تعطيل للشرع وهو حرام ، فيجب على الإنسان أن يتسبب: ومثال ذلك إذا رأى احدهم جداراً سيسقط عليه لا محاله يجب عليه الهرب وعدم الإنتظار حتى يحتسب نفسه شيهيداً بالهدم ، أو إذا رأى سيارة تتجه إليه فيجب عليه الهرب ، ومع ذلك يؤمن بأنه قد رفعت الأقلام وجفت الصحف عما هو كائن وماسيكون وماكان ، وأن الهرب لا ينجي : * {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}* ، ولا بد أن يعتقد و يوقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.

🔹وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن هذه اللفظة خطأ؛ لأن النبي ﷺ رقى، وجبريل رقى، وعائشة رقت، والصحابة كانوا يرقون؛ فمستبعد أن يكون من صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة دون حساب ولا عذاب: أنهم لا يرقون!
فأنكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله- هذه الرواية، وزعم أنها غلط من راويها، وقال: العلة أن الراقي يحسن إلى الذي يُرقيه، الراقي محسن فكيف يخرج من السبعين ألفاً وهو محسن؟! مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة:91] و هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ [الرحمن:60]، فالراقي محسن، كيف يكون من صفاتهم: "لا يرقون"؟ قال: هذا غلط من الراوي، والصحيح: لا يسترقون [ينظر: مجموع الفتاوى: 1/182، 328].

🔹وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : وأمر عائشة وأسماء بنت عميس أن تسترقي للأولاد الذين أصابتهم العين، فالاسترقاء عند الحاجة لا بأس به، لكن إذا استُغني عن هذا بدواءٍ آخر وعلاجٍ آخر فهو أوْلى من سؤال الناس الاسترقاء -سؤال الناس أن يرقوه-. والكي معروفٌ، الكي بالنار معروفٌ.
أما رواية: لا يَرْقُون ذكر المحققون أنَّها وهمٌ وغلطٌ، وإنما المحفوظ: لا يسترقون، وورد في رواية مسلم: لا يرقون، ولكنَّها رواية غلط من بعض الرواة، كما قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجماعة: أنها غلط؛ لأنَّ الرسول رقى ورُقِيَ عليه الصلاة والسلام، وحثَّ على الرقية قال: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ، فالرُّقية مطلوبةٌ ومشروعةٌ ومأمورٌ بها.

🔹وقال الشيخ محمد المنجد : وقد قال النبي ﷺ: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل[رواه مسلم: 5859]، والنفع مطلوب، ومن جملة النفع: أن يرقيه، فكيف يُحث على أن ينفع الإنسان أخاه بالرقية، ثم يقول له: أنت لست من السبعين ألفاً؟!
إذن، لا يرقون مستبعدة، والصواب: لا يسترقون.
أما الرقية، فهي من جنس الدعاء، ومن رقى غيره فقد أحسن إليه.
لكن: يسترقون في نقص في المسترقي الذي يطلب الرقية.
وقلنا: يسترقون الألف والسين والتاء، تفيد الطلب، مثل: استغفر، طلب المغفرة، استجار: طلب الجوار، استرقى: طلب الرقية.
ف لا يسترقون أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم.
لماذا؟

 🔴 الخلاصة 🔴

وزيادة قوله " هم الذين لايرقون . ولا يسترقوون . ولا يتطيرون . وعلى ربهم يتوكلون .
ورواه البخاري في الصحيح من روايه ابن عباس بدون لفظ
(لا يرقون) ومسلم من روايه عمران بن حصين وروايه من طريق جابر بن عبد الله في (كتاب الايمان371) والامام احمد في المسند من حديث ابن مسعود.

▫️قال *ابن القيم رحمه الله* :

حادي الارواح الى بلاد الافراح 119
( وهذه اللفظة وقعت مقحمه في الحديث وهى غلط من الرواه)

▫️قال الألباني في تحقيق رياض الصالحين حديث(75)متفق عليه (
( واللفظ لمسلم، فإن البخاري ليس عنده قوله: "لا يرقون" وعنده مكانها: "لا يكتوون" وهو المحفوظ، ولفظ مسلم شاذ سندا ومتنا). 

🟣 والمعنى الصحيح لقوله : لا يسترقون لو صحت أي : لايسترقون بالرقى الشركية المنهي عن فعلها، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وآله سلم : "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً "، وقوله : "من إستطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"٠

كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري

 

كاتب الموضوع

alkrbdiالكربدي

0 تعليق على موضوع : المفهوم الصحيح لمعنى حديث لايسترقون

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    الكربديalkrbdi

    2019