🔹الدورات التثقيفية والتوعوية والتعليمية لعلم الرقى الشرعية والأمراض الشيطانية عبر الإنترنت، مهمة للغاية وهي من العلوم التي يجب نشرها على أهل الخبرة والعلم
.
🔹أما الدورات التدريبية والتكوينية والتأهيلية للرقاة عبر الإنترنت فأرى أنها دورات عبثية ولاتخلوا من مفاسد كثيرة نرى أثرها على أرض الواقع ، وهي وسيلة سهلة لكثير من المتسلقين والمستغلين والعابثين والقاصرين علمياً والمنحرفين عقدياً ، الذين كانوا سبباً في تشويه صورة هذا المجال والإساءة إليه والقائمين عليه لكثرة التجاوزات والإنحرافات والأخطاء والتعالم والتخريف والتضليل والإستغلال والتشويه، وهذا لايخفى على متابع.
⭕ فالدورات التكوينة النظرية والشهادات الممنوحة بعدها ، لايمكن أن تصنع رقاةً أو معالجين أهل خبرة ومؤهلين علمياً وأخلاقياً ومؤتمنين على أرواح وعقائد وصحة المرضى وأموالهم وأعراضهم ، فقط بمجرد الإلتحاق بمثل هكذا دورات بشكل نظري، فلابد أن يسلك الطالب لهذا العلم والمريد للتصدر للرقية والتشخيص ومقارعة الشياطين والسحرة على شهادات مسبقة في عدة علوم أساسية منها العقيدة والتوحيد والفقه والقرآن والتفسير والتجويد، ومنها شهادة حسن السيرة والسلوك.
⭕ فالشهادة أمانة وتعد تزكية وإجازة وتزكية لشخص مجهول في عقيدته وأخلاقه وأهدافه وسيرته وسلوكه، ولذا لايجوز أن يمنح شهادة تأهيل أو إجازة بمجرد الإلتحاق بدورات نظرية عند بُعد، دون النظر إلى الإعتبارات الأخرى التي ذكرتها آنفاً.
🔴 فقد رأينا أن أكثر من يستفيد
من هذه الدورات لم يتمكنوا من الأبجديات ، ولم يطلبوا العلم الشرعي الذي سيفهموا به دينهم وعقيدتهم ، ولم يتشبعوا بالعقيدة الصحيحة حتى يفرقوا بين الشرك والتوحيد ، الذي يحتاج إليه بشده في هذا المجال في كل التفاصيل، ولم يدرسوا التجويد حتى يقرأوا القرآن بشكل سليم وبدون آخطاء جلية ، ولم يدرسوا فقه العبادات وعلم الحديث حتى يفرقوا بين السنة والبدعة والحلال والحرام، ولم يتمكنوا من فهم مداخل الشياطين على بني آدم ، فهذه العلوم تعتبر أساس متيناً يبنى عليه لما بعدة .
🔹ولا شك أن المتصدر لهذا العمل دون طلب العلم الشرعي سيخبط خبط عشواء ويركب متن عمياء ، فيغرق ويُغرق المرضى في الشركيات والمخالفات الشرعية ، ويخترع ويبتدع طرقاً وأساليباً ليست من الرقية ، ويشخص الحالات وفق تصوراته وتخميناته التي لا علاقة لها بالمرض وبالرقية وبعلاج الأمراض الروحية ، فكم رأينا أناساً قد أقحموا أنفسهم في هذا المجال وتصدروا له دون مقدمات ولا مؤهلات أو تَعلم وتتلمذ فأساءوا إلى سمعة هذا المجال أيما إساءة .
🔹وكثير من الملتحقين بهذه الدورات لا نعلم أهدافهم ولاغاياتهم من التصدر لهذا العمل ، فقد رأينا كثيرا من هولاء استفادوا من هذه الدورات ثم أساءوا لهذا المجال حين كان هدفهم وغايتهم جمع المال فقط ، بلا أمانة أو ذمة، غير آبهين بالمرضى ومعاناتهم وصحتهم وعقيدتهم ودينهم ، وغير مبالين بسمعة هذا المجال والقائمين عليه .
🔘 لذلك ينبغي أن تكون هناك شروط وضوابط ومراحل للإلتحاق بهكذا دورات .
🔹وأن يكون الملتحقين بها ممن تجاوزوا المراحل الأولى من طلب العلم ، ممن قد منحوا اجازات وتزكيات في العلوم الشرعية الأولية ، وفي حسن السيرة والسلوك من المشائخ والعلماء أهل الثقة .
🔹و أن تكون هذه الدورات مباشرة وليست عبر الإنترنت ، وتطبيقية بحيث يتمرس فيها طالب الرقية بشكل عملي تحت إشراف المشائخ .
🔹وأن لايمنح المنظمين لهذه الدورات إجازات إلا بعد اختبارات نظرية تطبيقية لفترة طويلة .
🔹والواجب على أهل العلم والأختصاص أن يخدموا هذا العلم بالتأصيل وينظروا له ويضعوا له ضوابط وشروط ومراحل وأطر ومناهج وشهادات وإجازات إلى غير ذلك ، كغيره من العلوم الطبية التي تطورت مع تقدم الزمان ، حتى أصبح مجال الطب محصنناً من التصدر والأقتحام والتسلق ، ولا يمكن أن يصبح الطبيب طبياً ويمنح هذا الإسم الا بعد تجاوزه مراحل دراسية عدة وبعد اختبارات ونيل عدة درجات ، ويجب علينا كرقاة وطلبة علم أن لا نجعل هذا المجال مفتوحاً لمن هب ودب من الناس والغث والسمين دون ضوابط .
▫️هذا من أجل صيانة هذا العلم وتنقيتة مما علق به مما ليس منه.
▫️ومن أجل حماية عقيدة المرضى وحفظ أموالهم ومعنوياتهم من عبث العابثين وأستغلال المستغلين وتخبط المتخبطين.
▫️وإظهار التمايز بين الرقاة الشرعيين المنضبطين بالضوابط الشرعية والمتبعين للمنهج الصحيح في العلاج ممن أخذوه بالتعلم والتتلمذ وليس بالإقتحام والتسلق دون تَعلم أو دراسة أو خبرة ، وبين أهل الشعوذة والدجل الذين يندسون خلف شعار الرقية الشرعية.
والله أعلى وأعلم
كتبه / عارف بن محمد الشميري
0 تعليق على موضوع : مفاسد الدورات التكوينية والتعليمية للرقاة عبر الإنترنت
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات