🔹هناك من الرقاة سددهم الله من يدعي أن هناك صنفٌ من الجن يسمونه غواصاً وهو من ساكني البحار ، وصوروا أن له شكلاً مختلفاً وطبيعة وقدرات مختلفة عن الأصناف الأخرى ، وهذا الكلام ليس عليه دليل .
فقول اللّه تعالى في ذكره لهم : { وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ }
ص (38)
وقوله تعالى : { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَه وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ } (82)الأنبياء
▫️فليس في الآيتين إشارة إلى هذا الصنف والى طبيعة خلقهم وتركيبتهم ، وإنما بين الله سبحانه وتعالى طبيعة عملهم في خدمة النبي سليمان عليه السلام ، حالهم كحال الجن البناء الذي ذكر في الآية.
🔹وليس في السنة مايشير إلى الجن الغواص ، فعن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله : ( الجن ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون ) .
صححه الالباني في المشكاة (2/1206 رقم 4148)
⭕وكل ما جاء عن الجن وعلاقتهم بالمياة والبحار في السنة في حدود علمي القاصر أن إبليس فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة).*
وعند أحمد: *(عرش إبليس على البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس، فأعظمهم عنده منزلة أفتنهم للناس).*
قال شعيب الأرنؤوط رحمه الله : إسناده قوي على شرط مسلم.
🔘 وبعض الرقاة وفقهم الله قد تصوروا أن له طبيعة أخرى تختلف عن الجن الطيار وغيره ، وأنه من صنف مستقل ممن يسكنون البحار ، ويعتقدون أن له طريقه أخرى في التلبس تشبه طريقة الغوص.
🔹ولذا يعدون الجني المتخفي الذي يكبت نفسه ويتخفى أثناء الرقية في جسد المريض ولا يتأثر كغيره من الجن ، يعدونه غواصاً، ولذا يخصصون له رقيه خاصة بآيات البحار ليستفزونه بها ، وهذا تصور خاطئ.
🔹ومسألة التخفي أثناء جلسات أمر حاصل وهو أسلوب معروف عن الجن بشكل عام ، وتفعل لذلك لتضليل الراقي والمسترقي ولتوهمهم بالسلامه من المس حتى يكشف أمرها.
🔹والواجب على الراقي أن يهتم بعلاج المرضى بالشكل الصحيح وبنية الشفاء وطرد الشيطان ، بعيداً عن التخرص والرجم بالغيب دون الإنشغال والبحث في التفاصيل كنوع الجني وطبيعة خلقه وشكله وقوته وديانته وغير ذلك من الأمور التي لاتقدم ولاتؤخر وليس لها علاقة في العلاج ، فمهما كان نوعه أوشكله أو طبيعة خَلقه فعلاجه واحد وهو بتكثيف جلسات .
كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري
0 تعليق على موضوع : ما حقيقة وجود الجن الغواص الذي يغوص في الجسد كما يغوص في الماء
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات