هل يلزم إستنطاق الشيطان للعلاج من الأمراض الشيطانية...؟

🔹الأصل في الرقية من الأمراض الشيطانية هو رقية المرضى بنية الشفاء ودفع البلاء وتخليصهم من معاناتهم ومن أذية الشياطين المتسلطة عليهم ، بالرقية المتناسبة مع سبب المرض ونوعه وأهدافه ، والتي قد يستشفها الراقي الخبير من خلال الإلمام بالأعراض ثم من خلال التأثر الذي قد يظهر عليه مع جلسات الرقية. 

🔹وعليه فالواجب على الراقي عدم التشعب التوسع كثيراً وعدم الحيد عن الهدف من الرقية ، وعدم بعثرة الجهد والإهتمام والإنشغال في الأمور الجانبية التي لا تفيد ولاتقدم أو تؤخر في العلاج على الغالب ، فيجتهد في تخصيص جلسات رقية لإستنطاقه وترديد آيات الإستنطاق على المرضى لغاية إستنطاق الشياطين ، وهذا ما ننصح به هو ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رقيته على الصحابة إكتفى بقوله : *( أخرج عدوا الله)* وقال : *( أخسأ عدوا الله ).* 

🔹فليست كل الشياطين تنطق على ألسن المرضى، وليست كلها تفصح أو تعترف بأسباب مجيئها وتسلطها وأذيتها وتفضح أعمالها.

🔹ثم أن الأصل في كلام الشياطين الكذب والمراوغة والتهرب عن الإجابة بمايفيد في العلاج ، وأن الراقي الحذق لا يحتاج لكلامهم كثيراً لأنه لا يبني تشخيصه بناءً على إدعائهم ، بل من خلال الأعراض ومراحل المرض والقرائن والدلائل والتأثر مع الرقية ،  مع أن النادر جداً منها إذا تكلم قد يدل على مكان سحره ويصدق في ذلك ، ولا بأس عندي في إستدراجه بحذر وحذق وبُعد نظر ، والضغط عليه بالإكراه لأخذ معلومات منه عسى أن قد تفيد في إستخراج السحر .

🔹وعليه فإن نطق الشيطان المتلبس ليس شرطاً في العلاج فلا يتم العلاج إلا به. 

🔹علماً بأن أكثر الشياطين تتعمد التخفي وتظهر عدم التأثر وتمتنع عن النطق من أول جلسة أو بعد عدة جلسات ، لإيهام الراقي والمسترقي بالسلامة من الأمراض الشيطانية ، وقد لا تتأثر وتنطق إلا بعد جهد كبير وبعد جلسات رقية مكثفة إستفزاية وبعد تدقيق وإمعان وصبر بتطول الرقية وترديدها حتى تتأثر أوتنطق. 

🔴 وعدم نطق العارض أو عدم تأثره بشكل ظاهر لا يعني سلامة المريض من المرض الروحي بشكل مؤكد، فهذه الأمراض تشخص من خلال الإلمام بالأعراض ثم من خلال التأثر الخفي مع الرقية.

🔹 ولذلك فليست الغاية من الرقية هي إستجواب الشيطان الذي يرفض الحديث والإنشغال بإستنطاقه ، بل الغاية هي دفعه ، وماينبغي هو التركيز على تكثيف الرقية حتى يتم الشفاء ودفع البلاء سواءً طالت الفترة أو قصرت ، وعدم تضييع جلسات الرقية في محالة إستنطاقه والأخذ والرد معه. 

كتبه/ عارف بن محمد الشميري