هل بمقدور الشياطين قتل ممسوسيهم

🔹قتل الجني للممسوس أمر حاصل وواقعي ولكنه نادر الحدوث، وهو لا يخفى على من لديه خبرة وممارسة طويلة ومتابعة، والقصص فيه متواتره قديماً وحديثاً. 

🔹فالموت والحياة بيد الله، والأسباب متعدده، ومنها قتل الجن للإنس ، وهناك شياطين كثيرة تنطق على ألسن الممسوسين وتهدد بقتلهم لترهب المسترقي ومن معه وتخوف الراقي حتى تخفف على نفسها من عذاب الرقية ولكنها لاتستطيع فعل شي على الغالب. 

🔹وهناك من يهدد وتهديده قد يكون جدي للغاية ، والراقي الخبير يعرف جيداً مدى جديته من خلال مايلاحظه من أثر ومن دلائل من خلال أعراض المرض ومن خلال التأثير عليه أثناء جلسات الرقية. 

 ⭕أسباب قتل الشياطين للإنس⭕

🔹يقتل خادم سحر القتل المسحور إذا إذن الله إما بشكل مباشر بالخنق أو بسكته قلبية أو بحادث أو بالإنتحار أو غير ذلك ، وقد يقتله 

بشكل بطيئ بإصابته بعد أمراض فتاكة وقاتله أو بنقل فيروسات أو عدوى مما يؤدي إلى موته مقتولاً. 

🔹وغالباً ما يقتل الشياطين من خدام كتب السحر المتوارثة "السحرة الذين يحاولون التوبة والرجوع"، أو تقتل "أبنائهم الرافضين لتولي مهمة أبيهم القذرة بعد موته" ، وقد تقتل بعض متعلمي السحر وقراء كتب السحر عندما يحاولون التراجع.

🔹وتقتل الجن والشياطين بعض الناس عندما تؤذيها أو تقتلها بطريقة غير مقصودة ، كأن تقتل شيطاناً أو جنياً كان متصوراً على هيئة حيوان بالصيد أو بالأذية المتعمدة دون ذكر الله، أو تصب ماءاً ساخناً في دورات المياة فقتل أحدهم فينتقم أهلها منهم بشكل سريع وتقتله وقد وجدت من ذلك الكثير ، حيث يأتون بهم إلينا وهم صرعى فتتكلم الشياطين وتعترف بسبب دخولها إنتقاماً وتتوعد بالقتل وتتحدى إن ضغطنا عليها بالرقية وتقتله على الفور ونحن نشاهد ولانستطيع انقاذه ، ومنهم من يسلمه الله بسبب تكثيف الرقية ، وبعض الجن يهديه الله بعد محاولاتنا النصح له وتذكيره بالله فيتنازل ويتراجع ويسلم المصاب بإذن الله ، وقد قتل أحد الصحابة في حادث مشابه، *(فعن مَالِك بْن أَنَسٍ عَنْ صَيْفِيٍّ - وَهُوَ عِنْدَنَا مَوْلَى ابْنِ أَفْلَحَ - أَخْبَرَنِي أَبُو السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي بَيْتِهِ، قَالَ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَقْضِي صَلاَتَهُ، فَسَمِعْتُ تَحْرِيكًا فِي عَرَاجِينَ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا حَيَّةٌ، فَوَثَبْتُ لأَقْتُلَهَا، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اجْلِسْ. فَجَلَسْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَشَارَ إِلَى بَيْتٍ فِي الدَّارِ، فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ فِيهِ فَتًى مِنَّا حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ - قَالَ - فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْخَنْدَقِ، فَكَانَ ذَلِكَ الْفَتَى يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِأَنْصَافِ النَّهَارِ فَيَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَأْذَنَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « خُذْ عَلَيْكَ سِلاَحَكَ؛ فَإِنِّي أَخْشَى عَلَيْكَ قُرَيْظَةَ». فَأَخَذَ الرَّجُلُ سِلاَحَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا امْرَأَتُهُ بَيْنَ الْبَابَيْنِ قَائِمَةً، فَأَهْوَى إِلَيْهَا الرُّمْحَ لِيَطْعُنَهَا بِهِ، وَأَصَابَتْهُ غَيْرَةٌ، فَقَالَتْ لَهُ: اكْفُفْ عَلَيْكَ رُمْحَكَ، وَادْخُلِ الْبَيْتَ حَتَّى تَنْظُرَ مَا الَّذِى أَخْرَجَنِي. فَدَخَلَ فَإِذَا بِحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ، مُنْطَوِيَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَأَهْوَى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا بِهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ فِي الدَّارِ، فَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ. فَمَا يُدْرَى أَيُّهُمَا كَانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الْحَيَّةُ أَمِ الْفَتَى؟ قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ، وَقُلْنَا: ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا. فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ». ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ جِنًّا قَدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا فَآذِنُوهُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فَاقْتُلُوهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ).* رواه مسلم . 

🔹وجدنا أن بعض الجن العاشقة تستميت دون البقاء في ممسوسيها إذا وجدت ضغطاً شديداً عليها بجلسات الرقية ، فتهدد بالقتل وقد تفعل فتقتل حال جلسة الرقية أو بعدها أثناء خلوته بالإنتحار كالخنق أو بقطع الوريد أو برمية تحت سيارة أو رمية من شاهق وغير ذلك ، وهذا أمر نادر الحدوث ، وقد مرت علي عدة حالات من هذا القبيل. 

🔹وقد وجدنا أن بعض الجن والشياطين تتعمد قتل الممسوس لتحمل الراقي جريرة مقتله تلبسه الجريمة انتقاماً منه وتشويهاً له ، فبعض الرقاة فعلاً قد يتحمس أثناء جلسات الرقية فيصعق بالكهرباء أو يخنق أو يضربه أو يدهسه أو غير ذلك محاولا إخراجه ، فيستغل الشيطان غفلة الراقي وحماسته بدهاء ليوقعه ، وقد يكون كل مافعله الراقي لايؤدي إلى موت المريض علمياً. 

🔹ولذلك دائماً ما نحذر إخواننا الرقاة وفقهم الله من التمادي ومن الإفراط في التعامل ، حيث أن الرقية وقوة العقيدة والمعنويات أقوى بكثير على الشياطين من كل تلك الطرق. 

🔹وقد تقتل بعض الجن والشياطين مستدعيها من الإنس، ممن يكذبون وجودها وقدراتها ويتبجحون بتحديها ويصرخون بالصوت العالي أن تخرج لهم وتريهم قدرتها في أماكن سكنها في البيوت المهجورة والفيافي والقفار والمقابر والكهوف وغير ذلك ، وأعرف كثيراً ممن تحداها بإستخفاف دون تحصن فأصيب من حينه فمات ، أو مات بعد أيام. 

*⭕ طريقة التعامل مع الحالات الخطرة⭕*

🔹يجب على الراقي الحذق أن يتفطن لهكذا حالات وأن يتعامل معها بحكمه وروية وبعد نظر ، وإذا كان قليل الخبرة فل يحيلها إلى من هو أعلم منه ، وعندما يرى أن التهديد جدي وقد يودي بحياة المريض من خلال عدة قرائن كأن يوقف نبضه أثناء جلسات أو يتسبب له بالهبوط الشديد في الضغط والسكر والفشل الكلوي أو يقفل فمه ويمنعه تماماً من الأكل والشرب ويغلق وريده تماماً فلا يستقبل المحاليل ، أو يتسبب له بشدة النزيف والجفاف وتكسر الدم أو غير ذلك ، ويجب عليه حتى حينها أن يوقف جلسات الرقية ، وأن يدرس حالة المريض العقدية والنفسية والمعنوية وحالة مرافقيه وأولياء أمره ، وأن يتركهم أمام الأمر الواقع ويبصرهم بالمخاطر وبالإحتمالات والمآلات، وأن يبين لهم أنهم أمام خيارين لاثالث لهما، فإما المقاومة بالرقية المكثفة المستمرة مهما كانت النتائج ، فإن مات مات شهيداً وإن سلم فذلك المرجو ، وإما أن يصبر على أذاه ويتحمل وضعه ويحتسب، كما أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابية المصروعة ، فعن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : *( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها )*

في الصحيحين 

🔹وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن  

قال الحافظ بن حجر في الفتح وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري - 10 / 115 ، أنظر الدين الخالص – ص 74 ، 84 ، 85 ) 

🚫 وأنصح كل راقي أن لا يرقي هكذا حالات إلا عن بُعد دون لمس ، ويفضل أن يصور الجلسات ، وأن يكون عنده أذن مسبق خطي من المريض وأولياء أمره موقع من جهات رسمية ويكون قد طرحت عليهم الاحتمالات والمخاطر حتى لا يتحمل نتيجة قتله إن حصل لاسمح الله.

كتبه / عارف بن محمد الشميري

                      مدير 

              مركز الإستشفاء 

    بالقرآن الكريم والرقى الشرعية 

                اليمن - صنعاء