⭕ وجدت من يقحم الشيطان القرين المكلف بكل إنسان في الأمراض الروحية الشيطانية ، وفي أعمال السحر والمس والعشق والعين والحسد والإستحواذ والتسلط على المرضى ، ومن يدعي بأن القرين يقوم بكل تلك الأعمال والأعراض منفرداً بدون تدخل شيطاني آخر ، و يقول بعضهم بأن القرين يتحول إلى مس ويعمل عمل أعراض المس، ومن يتحدث عن سحر القرين ، ومن يقول بأنه يُكلف كغيره من الشياطين من قِبَل السحرة بخدمة السحر وحراسته ، ومن يُوهم المرضى بعشق القرين و بعينه ، إلى غير ذلك من التخرصات التي لا تستند إلى دليل شرعي أو دليل حسي واقعي.
⭕ فتراهم بذلك يشتتون المرضى بهذه التشخيصات ويدخلونهم في متاهات وتوهمات وفقاً لتخرصاتهم وتخميناتهم وتصوراتهم لأمور غيبية تتصادم مع ما هو ظاهر من الأدلة ، وكأنهم إطلعوا على ذلك العالم وعاينوه عن كثب..‼️
⭕ ويشخصون بهذا التشخيص عندما لا يتأثر المرضى ولايتفاعلون مع رقيتهم المبدئية والتشخيصية ، فيحملون القرين مسئولية ما يعانية المريض من أمراض وأعراض نفسية وعضوية رجماً بالغيب.
⭕ وكأنهم يوحون للمرضى بأن الشيطان القرين لا يتأثر مع الرقية كالشياطين الأخرى لأنه قرين ، بينما الشياطين الأخرى هي التي تتأثر فقط.‼️
🛡️ولذلك إرتأيت أنه من الواجب علينا كطلبة علم ، دحض إدعائهم وتبيين هذه المسألة وتوضيحها للمرضى وغيرهم بالدليل ، حتى لا يقع الكثير من المرضى في الوهم والتخبط في التشخيص والعلاج ، وليعرفوا الوظيفة الحقيقية القدرية للشيطان القرين ، كما هي في الأدلة الشرعية .
✳️ *ماهو الشيطان القرين* ✳️
🔹 القرين هو شيطانٌ متسلّط على كل إنسان بإذن الله وتقديره ، وله وظيفته القدرية المكلف بتأديتها في الحياة الدنيا ، والتي لا يتجاوزها إلى غيرها ، وهناك مهمات أخرى لشياطين أخرى للنيل من بني آدم، كمهمة السحر والمس والعين والحسد.
💠 *الوظيفة القدرية للشيطان القرين* 💠
🔹يأمره بالكفر والفجور
وينهى عن الإسلام والمعروف٠.
🔹يأمر بترك الطاعة ويحثه ويزين له المعصية.
🔹يعد بالفقر ويأمر بالفحشاء والمنكر .
🔹يشغل الإنسان بالوسوسة والشكوك وسوء الظنون.
🔹يزيين الشهوات والملذات والمنكر والباطل.
🔹يتعاون مع السّحرة والمشعوذين والعرافين وشياطينهم عندما يحتاجون إليه فيدلي لهم بمعلومات عن حياة المقترن به عندما يريدون أذيته أو خداعة .
💠*الأدلة على وظيفته القدرية *💠
▫️قال تعالى: *( وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ
لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا).*
▫️وقال تعالى: *( قال قائلٌ منهم إنّي كان لي قرين)* (الصّافات 51).
▫️وقال تعالى : *{۞ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}.* [فصلت : 25]
▫️وقال تعالى : *(وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلاَ لٍ بَعِيدٍ * قَالَ لاَ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ).* ق
🔘 وإذا منَّ الله تعالى على العبد بقلبٍ سليم صادق ، فإنّه يقوّيه على قرينه ، ومن ذلك قوله تعالى:
*(وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم).*
🔘ومعلوم أن كلّ إنسانٍ له قرينٌ من الملائكة وقرينٌ من الشّياطين ، ولكلٍّ منهما لمّة بالإنسان ، جاء ذلك في الحديث الصحيح، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم :
*(فإذا هميت بطاعةٍ فتلك لمّة الملك ( القرين ) ، وإذا هممت بمعصيةٍ فهي من إيحاء الشّيطان ( القرين) وكلاهما بإذن الله).*
▫️وقال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: *( ما منكم من أحدٍ إلّا وقد وُكّل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة!! ، قالوا : وإيّاك يا رسول الله؟ قال: وإيّاي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلّا بخير )*.
*✳️ وبذلك يظهر لنا من خلال الأدلة أن الوظيفة القدرية التي سمح الله له بها لا تتعدى الإحاء والإملاء والوسوسة والإغواء ولا تصل الى حد الأذية الجسدية والعضوية أو العقلية أو النفسية.*
⭕ ومن إعتقد أو قال بغير ذلك فيلزمه أثبات ذلك بالدليل الشرعي الصحيح أو من خلال الواقع وأنا له ذلك وهو أمر غيبي ، ومن خلال تتبعي للمسألة لم أجد للقائلين بتدخل القرين في الأمراض الروحية أية أدلة يستندون إليها ، وإنما بنوا قناعاتهم هذه بناءً على التخمين والتوهم والتخرص والتوقع.
✳️ *بطلان هذا التوهم*✳️
🔹 لا دليل شرعي أو واقعي محسوس يدل على تلبس الشيطان القرين لجسد الإنسان ومسه وإصابته بالأمراض العضوية والعقلية و الجسدية.
🔹أنه لو كان بإمكان الشيطان القرين خدمة السحرة ، لما تكلفوا هَمَ توظيف شياطين أخرى وتطويعهم بتقديم القرابين وإقامة الطقوس الشركية لهم لتسخيرهم لإتمام عمل سحرهم ، وكان يكفيه تكليف الشيطان القرين للمسحور بخدمة السحر.
🔹أن القرين لا يعد مساً متلبساً بجسد الإنسان ، بل هو لا يتعدى كونه قريناً ، والقرين هو المساير والمرادف للإنسان ، كالقرين من البشر ، وحاله حال الملك القرين الذي يسجل أعمال المرء من دون تلبس ملائكي ، ولو كان متلبساً لكانت أعراضه أعراض المس ، ولشعر بهذه الأعراض حتماً كل إنسان وليس كل ممسوس.
🔹أن الشيطان القرين لا خلاص منه ، ولا يفارق الأنسان الا بالموت ،
فكيف سيتعالج المريض منه وهو ملازم له ولاينفك عنه بأمر كوني قدري منذ ولادته وحتى مماته ..⁉️
*🔹أننا لو سلمنا بتوهماتهم للزمنا القول بأن كل البشر ممسوسون بقرنائهم من الشياطين ، والمنطق والواقع المحسوس يثبت أن المريض قبل أن يصاب بالمس كان يعيش الحاله النفسية والجسدية والعقلية والعضوية الطبيعية.*
⭕ وعليه فإن التشخيص أمانة عظيمة جداً، ولا يمكن أن يبنى على الوهم والتخمين وعلى التصورات الخاطئة ، ففي ذلك غش عظيم للمرضى ، وبسببه يغرق المرضى في مستنقع التخبط والتشتت والتيهان فوق معاناتهم ،مما قوى عليهم شياطينهم .
🔹والمفترض بالراقي الشرعي أن يكون منقذاً ومُخلصاً للمرضى، وأن يكون على قدر المسؤولية والأمانة لكي يخرج المرضى من حالة البحث والتيهان والتخبط ومن ضياع الوقت والجهد والمال دون فائدة ومن المعاناة التي يعيشونها .
🔹ولا يجوز أن يوقعهم في مزيد من الوهم والتخبط والتشتت بتشخيصه البعيد بناءً على تصورات وتخرصات خاطئة .
🔹 فخطأ التشخيص قد يركن إليه المرضى وقد يجعلهم يقطعون عن العلاج الصحيح وهذا قد يؤدي إلى تطور المرض وتمكنه وإستفحاله والله المستعان.
كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري
مدير مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
0 تعليق على موضوع : هل للقرين المكلف بكل انسان علاقه بالأمراض الشيطانية
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات