خرج الخلاف بين النخب السعودية والإماراتية بشأن الأزمة اليمنية وتحديدا الإجراءات والقرارات الصادرة عن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مؤخرا إلى العلن، لتشهد صفحات التواصل الاجتماعي معارك كلامية شرسة بين من يؤيد وحدة اليمن، وبين من يدعم الحراك الجنوبي في الانفصال باليمن الجنوبي.
وأظهر الموقف من المظاهرات التي شهدتها عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن تلبية لدعوة أطلقها ما عرف بـ”إعلان عدن التاريخي”، حجم اتساع الهوة بين سياسيين ونخب سعودية وإماراتية قريبة من دوائر صنع القرار في البلدين.
فقد أعلن عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته أطلق عليه اسم "هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي".
وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضوا، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنين من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا،
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أقال أواخر الشهر الماضي عيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن.
ونشر مستشار وزير الاعلام اليمني مختار الرحبي على صفحته بالفيسبوك "أصبح لدينا مجلس سياسي للمتمردين في الشمال ومجلس سياسي للمتمردين في الجنوب. المتمردون ملة واحدة."
كما أوردت وكالة رويترز للأنباء تصريحات عن مسؤول يمني جنوبي كبير، رفض الكشف عن اسمه، قال فيها إن الانفصاليين يأملون في الظفر بدعم التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية. وأضاف "إنها خطوة بعد صراع طويل... لقد تمكن الجنوبيون في نهاية المطاف من تنظيم أنفسهم نحو الاستقلال."
وأضاف المسؤول الجنوبي "إن دولة الإمارات العربية تحترم حق تقرير المصير ولا أعتقد أنها ستقف في وجه الجنوبيين... لا ننصح حكومة هادي باللجوء الى القوة."
وتثير هذه التطورات احتمالات حدوث مزيد من الانقسامات في وضع في غاية التعقيد أصلا. ويبدو أن عواصم عدة فوجئت بهذا الإعلان الذي بعثر كل أوراق الحرب الدائرة هناك.
ويعتبرون الإعلان الصادر عن عيدروس الزبيدي ومجموعة الجنوبيين يشكل نهاية لليمن الموحد القائم منذ عام 1994 وانقلابا على الشرعية التي يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، وما إذا كانت السعودية ستقبل بإعلان الزبيدي وتتخلى عن هادي، علما أن مجموعة الزبيدي تتلقى دعما سياسيا كبيرا من دولة الامارات العربية المتحدة.
الإمارات دولة محتلة لليمن
من جهتها، قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم نفسها كدولة محتلة لليمن ووصية عليها، خلافا لما تدعيه بأنها جاءت لإعادة سلطة الشرعية المنقلب عليها من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وفي منشور لها، خاطبت كرمان في حسابها بالفيسبوك الإماراتيين قائلة "لم تعيدوا سلطة الشرعية بل استبدلتم سيطرة الانقلاب بسيطرتكم".
وأعلن محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي اليوم الخميس مجلسا لإدارة الجنوب، وذلك
بعد نحو أسبوعين من قرار إقالته وتعيين عبدالعزيز المفلحي خلفا له.
بعد نحو أسبوعين من قرار إقالته وتعيين عبدالعزيز المفلحي خلفا له.
ويتهم يمنيون دولة الإمارات بإثارة التوترات في عدن، ودعم قيادات في الحراك الجنوبي للتمرد على قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي.
رفض قاطع لمخطط الإمارات بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي
بيان هام لابناء الشعب اليمني لإجتماع رئيس الجمهوريه بهيئة مستشارية ( نص البيان )
ترأس فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية مساء اليوم اجتماعا استثنائناً لمستشاريه بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر تناول الاجتماع جملة من القضايا والموضوعات المطروحة على جدول اعماله والمتضمنة القضايا الوطنية والمصيرية لتحديد خيارات شعبنا وبناء مستقبل اليمن الاتحادي الجديد المبني على الشراكة والعدالة والمساواة والحكم الرشيد التي اجمع عليها شعبنا اليمني من خلال مخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد التي انقلب عليها تحالف الحوثي وصالح ووضع فخامة الرئيس الاجتماع امام لقاءاته ومشاوراته مع الاشقاء والاصدقاء بما يحقق تطلعات شعبنا اليمني والهادفة الى تحقيق الامن والسلام والاستقرار المنشود والمرتكز على المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.
هذا وقد خرج الاجتماع ببيان هاما فيمايلي نصه :
1- يرحب الاجتماع بكافة الفعاليات السلمية السياسية في مختلف محافظات الجمهورية وحق أبناء شعبنا في ممارسة كافة المناشط وتشكيل انفسهم في منظمات وكيانات وأحزاب في اطار الشرعية ووفقا للثوابت الوطنية والقوانين الناظمة لذلك ، ويرفض الاجتماع رفضا قاطعا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب مؤكدين ان تلك التصرفات والأعمال تتنافى كليا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا واقليميا ودوليا والمتمثلة في المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصِّلة ، وتبقى اعمالاً لا اساس لها ولن تكون محل قبول مطلقا وهي إنما تستهدف مصلحة البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ومعركته الفاصلة مع المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح ، ولا تخدم الا الانقلابيين ومن يقف خلفهم ، بل وتضع هذه الاعمال القضية الجنوبية العادلة موضعاً لا يليق بها وهي التي ناضل الشرفاء من اجلها ووضع مؤتمر الحوار الوطني الحلول الناجعة والمرضية لها وفق توافق تام بين كافة شرائح المجتمع اليمني ، و يدعوا الاجتماع كافة الذين عملوا على ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي و من يقف خلفهم على مراجعة مواقفهم ويحثهم على الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات شعبنا اليمني العزيز.
2- يؤكد الاجتماع على وحدة الهدف الذي لأجله قامت عمليات التحالف العربي (عاصفة الحزم وإعادة آلامل) بإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبسط سلطاتها على كافة التراب اليمني والسير في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد.
3- يدعو الاجتماع كافة أبناء شعبنا الصابر والمرابط وكل أبطالنا في الجيش الوطني والمقاومة لعدم الالتفات او الانشغال بالمعارك الإعلامية او السياسية الجانبية التي يسعى لإحداثها ضعاف النفوس، مؤكدين اننا لن نألوا جهدا في كل ما يخدم مصلحة شعبنا في تحريره من المليشيات الانقلابية ومحاربة الإرهاب بكافة اشكاله والحفاظ على أمنه واستقراره.
4- يدعو الاجتماع كل المسئولين وغيرهم ممن وردت أسمائهم في ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي اعلان موقفا واضحا وجلياً منه، كما يشكر الاجتماع ويدعم كل من أعلن موقفه من كيانات مناطقية لا تخدم المصالح الوطنية العليا.
5- يثمن الاجتماع الدور المحوري والهام لاشقاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وعلى راسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في دعم اليمن وقيادته الشرعية حتى تحقيق كامل اهداف التحالف.
6- يوصي الاجتماع باتخاذ الاخ الرئيس لكافة الإجراءات الكفيلة بتعزيز التوافق والسير صفاً واحداً لإنجاز المهمة الاساسية في إنهاء الانقلاب وإيقاف اَي اعمال تتنافى والمرجعيات الثلاث والتي تؤثر سلبا على سير معركتنا مع القوى الانقلابية (الحوثي وصالح) وبما يحقق الحفاظ على وحدة اليمن وامنه واستقراره.
المصدر/شبكة تونس الان
المصدر/شبكة تونس الان
0 تعليق على موضوع : خطير جدا ..الامارات تصنع باليمن حفترا جديدا
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات