هل يُصدق الشيطان الناطق على لسان المسحور

🔹قد يتكلم الشيطان على لسان المسحور ، ويدل عن مكان السحر وقد يفضح الساحر والذي أشتراه منه . 

🔹ومع ذلك نوصي المرضى بعدم تصديق الشياطين في كل ما تقوله الشياطين ، فمن طبيعتها المراوغة والكذب والكيد والمكر والإفتراء والتمثيل والتضليل ، والقليل منهم من قد يصدق.

🔹وعليه فإن الأصل في كلامهم الكذب ، وهذا معلوم منذ أن كانوا يسترقون السمع من السماء كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري *(فيكذب معها مائة كذبة )* وقد يصدق بعضهم أحياناً ومصداق ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : * (صدقك وهو كذوب).* 

▫️كما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : *( وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنّك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: إني محتاج وعليّ عيال ولي حاجة شديدة، فخلّيتُ عنه فأصبحتُ فقال النبي -صلى الله عليه و سلم-: ( يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه قد كذبك وسيعود ) ، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إنه سيعود، فرصدتُه فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: دعني فإني محتاج وعليّ عيال لا أعود. فرحمته فخلّيت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا أباهريرة ما فعل أسيرك؟ ) . قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: ( أما إنه كذبك وسيعود ) . فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { الله لا إله إلا هو الحي القيوم} (البقرة:255) حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح؛ فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( ما فعل أسيرك البارحة؟ ) ، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلماتٍ ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ( ما هي؟ ) ، قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير -، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ ) . قال: لا، قال: ( ذاك شيطان )* رواه البخاري

🔹وبكذبهم يحاولون التحريش وإشعال الفتنة بين الناس، وإتهام الأبرياء والذين قد يكونون من الأقارب أو الأصدقاء أو ممن يرتبطون معهم بمصلحة ، ليغرقوا المريض ومن معه في مزيد من المتاعب و في مشاكل لاحصر لها. 

🔹وكذبهم يحاولون إشغال المريض ومرافقيه وتشتيتهم عن الهدف الأساسي ألا هو الإهتمام والتركز على التداوي والإستشفاء بالقرآن بالتخفيف عن أنفسهم من تأثير جلسات الرقية التي ستكون سبباً في طردهم من جسد المريض بإذنه تعالى وإبطال السحر. 

🔹في معظم حالات السحر يقوم الساحر بأخذ رهائن من أقارب الشياطين الخادمة للسحر ويهددهم بقتلهم إن هم تخلو عن سحرهم ، أو اذا فضحوه وفضحوا المشتري للسحر ، ويستعينون على تنفيذ إنتقامهم بجنودهم من الشياطين الأكثر قوة ممن يكلفون بحراسة السحر المدفون أو المدسوس أو المعقود أو غيره ، ولمسنا من خلال التجربة الطويلة أنهم قد يقتلون من يفضحهم أو يحاول الخروج والهروب من تأثير الرقية ويستبدلونه بشيطان أقوى منه. 

✳️ وفيهم القليل ممن قد يصدق وعلامة صدقهم :

▫️ أنهم قديدلون عن مكان السحر المدفون أو المدسوس أو المعقود أو غيره ويتم إستخراجه من أمكان خفية يتوارث السحرة دس أسحارهم فيها ، وعند أستخراجه وففكة عقده وأبطاله يخرجون من جسد المريض فعلاً، ويعرف ذلك بانتهاء كل أعراض السحر التي كان يعاني منها تماماً.

▫️أن يكون كلامه ثابت في كل مرة يستنطق بها ، بحيث لا يأتي في مرة بتهمة أو قصة تخلتف عن سابقتها، وأن يأتي بأمارات وقرائن كثيرة واضحة ، كأن يتهم عدو للمسحور معلوم العداوة متوعد ومتربص ومعروف بتردده المستمر على السحرة أو أنه ساحر معلوم مجاهر وهكذا .

ولذا ننصح كل مسحور.

  

▫️أن يلتجأ إلى الله وحده وأن يوكل أمره إليه حتى وإن تأكد من معرفة من سحره ، فقد رأينا أحداث كثيره أن المواجهه مع الساحر تأتي في الغالب بنتائج عكسية وبمفاسد أكبر وتقابل بالنكران وحلف الأيمان. 

    

▫️ومعلوم من الدين بالضرورة أن من إقترف هذا الفعل المشين والكبيرة العظيمة التي توجب النار ، بأنه مستعد أن يكيل الأيَْمَان ويحلف بعدد سعر رأسه وأن يقابل أتهامه بالنكران و بمزيد من أعمال السحر . 

🔘 وعليه يجب على المسحور أن يلتجئ إلى الله الكبير المتعال القوى المتين ، مادام وأن خصمه إلتجأ إلى الشياطين للإضرار به ، وان يتيقن بأن الله لا يصلح عمل المفسدين 

وأن الله لا يهدي كيد الخائنين

وأن الساحر لا يفلح حيث أتى .

▫️وليعلم أن عدوه قد إتخذ السحر سلاحاً للفتك به ، وعليه أن يقابله بأقوى سلاح ، وهو القرآن الذي لو نزل على الجبال شققها وصدعها

وأن يستعين في علاج نفسه ومقاومة عدوه بالكتمان والعاقبة للمتقين. 

والله أعلى وأعلم

كتبه / عارف_بن_محمد_الشميري