💠 إشتداد المرض وهيجان الأعراض وإنتكاس الحالة أمر متوقع عند أغلب الحالات التي لم تتفهم طبيعة أمراضها وأهدافها وطرق التعامل معها ولم تقم بعلاج أنفسها بالشكل المطلوب المتناسب مع نوع أمراضها وقوتها ومدتها وأعرضها، ولم تتقيد بالتعليمات والطرق الشرعية الصحيحة في العلاج كما يجب.
⭕ ولذلك يظن معظم هؤلاء المرضى أن أنتكاس حالتهم وأشتداد الأعراض وهيجانها عندهم ناتج عن تجدد السحر ، وبالطبع فإن الشيطان يستغل ذلك الفهم فيزيد من وسوسته بذلك ليعظم المرض في نظر صاحبه ويضعف معنوياته ويغرقه في اليأس والإحباط.
🔴 والصحيح أن هيجان الأعراض لايعني بالضرورة تجدد السحر أو العين كما يتوهم البعض مع تأكيدنا على أن بعض السحر قد يتجدد بالفعل إذا كان من فعله مراقباً لحالته و حريصاً على تجديده ومتابعته ومصراً على إستمراره وإنفاذه ، وعندما لا يرى أثره فيه أو إذا رأه يضعف بسبب متابعة العلاج منه بالطريقة الشرعية ، فيتردد على الساحر لتقويته وتجديده وتقويته، وذلك يتم بعدة طرق، منها كالإطعام المنامي والرش والهدايا وغير ذلك.
🔵 ولا يمكن أن نحكم بالتجديد إلا من خلال معطيات وعلامات وقرائن ودلائل واضحة مشاهدة ومحسوسة وملموسة ، وليس بمجرد التخرص والتخمين والتوهم والتوقع والإفتراض وغلبة الظن ، أو بحسب أدعاء الشياطين المكلفة بالسحر ، أو بمجرة روية هيجان الأعراض وإشتداد المرض.
💠 فمعظم حالات السحر وغيرها تصاب بالتقهقر والإنتكاس والتراجع وهيجان الأعراض ، وذلك لأسباب عدة أخرى منطقية ، ولا علاقة لها بتجديد السحر و سنذكر منها ما يلي :
🔹 يهيج المرض وتعود أعراضه بعد تحسن ظاهر ، بسبب الإهمال والإنقطاع عن العلاج وعدم المتابعة والإستمرار على جلسات الرقية إلى حد إجتثاث المرض والتخلص منه بشكل نهائي ، وأغلب المرضى ينقطع عن العلاج متوهماً الشفاء التام ، حين يشعر بالتحسن أو يتخفى فيه العارض وتخف الأعراض ، وما يلبث حتى يستعيد الشيطان نشاطه ويجمع قواه ويستلم زمام المبادرة ويستعيد وظيفته التي جاء من أجلها بعد أن ضعف مع جلسات الرقية.
🔹 تهيج الأعراض في أوقات معينة من السنة، لاسيما إذا كان السحر معقود على مطلع الكواكب والنجوم ومنازل القمر ، وكلما حال عليها الحول هاجت الأعراض ، أو إذا كان نوع السحر من الذي عقد في أول الأسبوع وآخره ، أو الشهر و آخره ، أو بداية السنة و آخرها ، أو كان من السحر الهوائي الذي يعقد في أرجل الطير وأجنحتها ، أو الذي يعلق على أغصن الأشجار في مهاب الريح ، فكلما طار الطائر وعلا وأرتفع كلما هاجت أعراضه ، وهكذا كلما هب الريح وأشتد .
🔹وتهيج الأعراض عندما يتخبط المريض ويقترف شركاً بإلتجائه للسحرة والمشعوذين والاستعانة بالجن والشياطين، ويستخدم مايصرفونه له من ابخرة وحروز وتمائم وطلاسم، فيوكله الله إلى نفسه وإعتقادة وتعلقه ، أو عندما يقصر في أداء الوجبات والفرائض ، وبعد إرتكاب الكبائر والفواحش والمعاصي ، وعندما يهمل في إلتزامه وأذكاره وتحصيناته، فإن الشياطين بطبعها لا ترحمه مهما قدم من تنازلات ، ولا تخفف عليه بل أنها تمعن في أذيتها وتسلطها كلما تخلى عنه مولاه جل وعلا.
🔹وتهيج الأعراض وفق العوامل النفسية للمريض ، كالإنفعال والغضب الشديد ، وعند تنفيذه لأعراض السحر وتماشيه وتماهيه معها، عند تنفيذ خطوات الشيطان والإنسياق والإسترسال معه وفق رغباته وإملائاته وإيحائاته ، وعند اليأس والإحباط والانهزام والبكاء والتسخط والتذمر والإعتراض على مرضه وتأخر شفاءه ، فالشياطين تستغل الجانب النفسي للتمكن من المريض وتستحوذ عليه وتخضعه ، وتضعف في المقابل إذا كان ذا إيمان تام و معنويات عالية .
🔹وتشتد الأعراض وتهيج عندما يدقق المريض وينشغل ويهتم فقط بالبحث في تفسير الأحلام الشيطانية والتخيلات والتوهمات والاملاءات والايحاءات والتأثرات والأعراض ، وفي المقابل تراه يبحث عن علاج سريع ومستعجل ولايبذل أي مجهود علاجي صحيح متناسب مع حالته.
🔵 العلاج_بالتقمر_من_السحر المعقود على مطلع الكواكب والنجوم ..⁉️
🔹وجدت من الرقاة وفقنا الله وإياهم من ينصح المرضى بالسحر المعقود على مطلع الكواكب والنجوم بعمل جلسات الرقية ووضع الماء المقروء عليه في مكان مفتوح تحت ضوء القمر في الثلاث الأيام البيض ، بقصد التأثير على السحر بتأثير ضوء القمر ، ولذلك إرتأيت التوضيح والتحذير من هذه الطريقة.
🔹لأنها طريقة السحرة لعقد هذا النوع من السحر ، حيث يتعرى الساحر ويتجرد تماماً من ملابسه في ليلة مقمره أوعند ظهور بعض النجوم والكواكب ويقوم بعمل طقوس إستحضار للشياطين ثم يعقد السحر المطلوب على ذلك الجو.
🔹والمقصد من هذه العملية القذرة هو أن يكون تأثير السحر في المسحور كما هو الحال في ذلك الوقت ، والمراد أن يعيش المسحور في هذه الدنيا في جو ظلامي دائم ذا نور خافت كنور القمر ولا يرى الضوء الساطع ولا ماهو صحيح في حياته كما نرى الشمس في وسط النهار ، وتتجدد له أعراض السحر وتهيج بشكل كبير عند مطلع تلك الكواكب والنجوم التي عقد عليها سحره ، وتسود عليه عيشته وتضيق عليه الدنيا ويتحول إلى إنسان ليلي لايستطيع النوم كما ينام بقية الخلق ولاتنفع معه حتى أقوى المنومات ، ولا يستطيع مزاولة مهامه وتتبع مصالحه وكسب رزقه النهار حتى يصل به الحال إلى الجنون الرسمي إذا أذن الله له بذلك.
🔴 ولذلك فإن مشابهة السحرة بهذا الفعل خطأ كبير وأستدراج شيطاني قد لا يتنبه له كثير من الإخوة القراء ، حيث أن فعل ذلك يفضي إلى الشرك والإعتقاد الفاسد وكأن للقمر أو لتلك النجوم أثراً علاجياً ، أو ضرراً عند عقد السحر عليها ، فالسحرة يفعلون ذلك لأن مأمورون من شياطينهم حتى تعكس الواقع على المسحور .
🔵 فياليت شعري .... ما المصلحة إذن معرفة ماذكرنا من إنتهاج وأتباع أسلوب وطريقة السحرة والإقتداء بهم ومجاراتهم في للعلاج الشرعي ..⁉️
🔹مادام وأن طريقتنا العلاجية شرعية ، وما دام أن التأثير المباشر في العلاج الشرعي هو تأثير الرقية من القرآن ومن الأدعية المقترنه بالعقيدة الصافية والتوحيد الخالص وصدق الإلتجاء إلى رب الأرض والسماء والكواكب والنجوم ، وليس بتأثير تلك المخلوقات الجمادية ..⁉️
🔵 ولذلك أقول .. ينبغي علينا كرقاة أن نلتزم الطرق الشرعية الصحيحة التي لا تتخللها شبه ولا يكتنفها لبس ، وأن لا نتوسع بشكل مفرط ونسترسل في إنتهاج طرق علاجية مشبوهة تفضي إلى الشرك وإلى الإعتقاد بتأثير الجمادات أو بعض الأجواء أو الأوقات وإلى التشبه بالسحرة ، فعندنا ما يكفينا ويغنينا من الطرق الشرعية عن طرقهم وأساليبهم الكفرية.
🔹ولا بأس أن نرقي المسحور بذلك السحر بآيات السحر والآيات التي ذكرت فيها الكواكب والنجوم وترديدها بنية إبطال هذا النوع من السحر ، وأن ننصح المرضى بإستغلال ذلك الوقت الذي تهيج فيه أعراض السحر عليهم بقيام الليل بالبقرة وبتلك الآيات وبتحري الثلث الأخير من الليل بالدعاء للتأثير على سحرهم ، والعمل على عكس أعراضه والهدف منه حتى إبطاله بعون الله تعالى.
🔹وقياساً عليه لا يصح مثلاً أن نرقي المسحور بالسحر المدفون في المقابر بأن ننصح أن تكون الرقية عليه فوق المقابر حتى نؤثر في ذلك النوع.
🔹ولا أن نرقي السحر المشموم بإطلاق الأبخرة حال جلسة الرقية.
🔹ولا يلزم أن نعالج المسحور بالسحر المبطون مثلاً فقط بتلقيمه الأكل المقروء فيه وتكتفي بذلك، وإن كان ذلك ينفع بأذن الله إلا أن الرقية بالصوت المسموع تبقى هي الأصل على أي حال كان.
كتبه / عارف بن محمد الشميري
0 تعليق على موضوع : هل أنتكاس الحالة وهيجان المرض يدل على تجدد السحر أو العين ...؟
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات