التحذير من جريمة شراء السحر لأذية الناس به

 *🔥التحذير من جريمة شراء السحر لأذية الناس به🔥*

🔘 هذه الجريمة تعد من أفضع وأعظم الجرائم التي ترتكب على هذه البسيطة بعد جريمة الشرك بالله ، *والتي تعد أبشع من جريمة قتل النفس المحرمة عمداً* ، وللأسف فإننا نرى أن هذه الجريمة قد إنتشرت في زماننا في أوساط المسلمين بصورة مخيفة ومقلقة للغاية لم يسبق لها مثيل في القرون التي خلت. 

*🔴 فقد تسبب السحر في تدمير حياة كثير من الناس وفكك كثير من الأسر ، فكم قد فرق من أزواج وأهل وأقارب وأحباب وأصحاب وشركاء ، وكم قد غيب وجنّنَّ من عقول كان لها شأن ، وكم قد عطل زواج كثير من الشباب وعطل عملهم ودراستهم وظيفتهم ، وكم قد عرقل من مصالح وأعمال وأرزاق ، وكم قد بدد من أموال و صفقات وتجارات ، وأضاع من أعمال كانت ناجحة ، وكم قد حرم كثر من الناس سعادتهم وعيشهم الكريم ، وكم قد تسبب في حرمان كثير من الخلق من نعمة الخلفة والإنجاب، حتى أمتلئت بهم المصحات النفسية والعقلية ، وأكتضت مراكز العلاج بالقرآن بالمتعالجين منه.* 

*🔘 وهذا دليل واضح على بُعد من يقدم على عمل هذه الجريمة عن ربه ، وعلى مدى الخبث والإجرام والخسة والدنائة والإنحطاط والسقوط الذي وصل إليه ، وعلى مدى تعلقه بحب الدنيا وكأنه سيخلد عليها إلى الأبد ، وعلى اعتراضه على قسمة الله للناس وحسدهم عليها ، وكأنه لن يموت ثم سيحاسب ويعاقب ، والعجيب الغريب أن بعضهم يتظاهر بالصلاح والطيب ويصلى في مساجد المسلمين، وقلبه مليئ بالكفر واللئم والخبث والنفاق.*

*⭕ وغالب من يلجأ إلى شراء السحر هم حثالة الناس وسقطتهم وسفلتهم ، ممن إمتلئت قلوبهم على الناس خبثاً وحسداً وحقداً ومرضاً فعزموا على النيل منهم أنتقاماً وتشفياً بأسلوب دنيئ ومنحط للغاية، ونسوا لقاء الله واليوم الآخر وأمنوا عقوبته ومكره وسخطه وعذابه وعقابه الدنيوي والأخروي.*

*⭕حكم عمل السحر⭕*

🔻 معلوم من الدين بالضرورة أن فاعل السحر ومشترية كافر بالله مرتد عند دينه قد باع دينه وآخرته بدنياه .*

▫️قال تعالى : *{ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }*  البقرة (102) 

▫️وروى مسلم في صحيحه من حديث صفية عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : *(من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ).*

▫️وقال ابن مسعود :  *(من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ).*

 ورواه الترمذي وأبو يعلى بإسناد جيد موقوفاً

▫️وقال عليه الصلاة والسلام : 

*( ليس منا من َسَحر أو سُحر له )*

السلسلة الصحيحة (6/310)

*⭕ وفاعل هذا الجرم العظيم لايقدم على ذلك إلا وقد تجرد من كل القيم والأخلاق والمبادئ والمُثل ومن كل ما هو حميد من الصفات.*

▫️قال صلى الله عليه وسلم :

*( لا تحاسدوا ، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله، التّقوى ها هنا ـ فأشار بيده إلى صدره ثلاثًا ،بحسب امرئٍ من الشّرّ أن يحقرَ أخاه المسلم ، كلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضه ).*

رواه مسلم

▫️وقال عليه الصلاة والسلام  :  *( لا يؤمِن أحدُكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه ).*

 متّفق عليه

*⭕ ومشتري السحر قد أرتكب أقبح وأبشع وأفضع الجرائم التي توجب العقوبة المعجلة في الدنيا والمؤجلة في الآخرة بالنار وتوجب سخط وغضب الملك الجبار.* 

▫️قال صلى الله عليه وسلم : *( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).*

 رواه البخاري ومسلم 

▫️قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: *(إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)*، قال : ثم قرأ:  *{ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}* [هود: 102]؛ متفق عليه

_____________________

*🚫 بشاعة هذه الجريمة أشد بشاعةً وأعظم إثماً من جريمة القتل وسلب الحياة ظلماً وعدواناً.*

🔹لأنها جمعت بين الشرك بالله بالإلتجاء إلى السحرة وشياطينهم وتقديم القربات الشركية لإستدعائهم للإضرار بالخلق ظلماً وعدواناً. 

🔹ولأن المسحور يتجرع الموت آلاف المرات يومياً ولا يجده.

🔹ولأن المسحور يتعذب ويتأذي بشكل كبير في نفسه وجسده فيحرم من الراحة والسكينة والسعادة.

🔹ولأن المسحور يحرم من نعمة العقل والصحة والزواج والمال ، والأسرة والزوجة التي أحبها واحبته ، ويفارق أولادة وأحبائه.

🔹وقد يفقد أعماله ويفوت مصالحه ويحرم من طموحاته ومستقبله، وقد يخسر أمواله التي جمعها وكد من أجلها سنوات طوال، وقد يحرم من متاع هذه الدنيا.

🔹وقد يؤدي به السحر إلى الإنتحار من شدة ما يجد من الضيق والقلق والخوف والشكوك والتخيلات والآلام والأوجاع المبرحة.

▫️قال تعالى :  *{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ  }*  إبراهيم (24)

__________________

*📌ومعلوم أن السعي في أذية الناس فيما هو دون السحر ، يعد من كبائر الذنوب والآثام فما بالكم بالأذية بالسحر ..⁉️*

▫️قال تعالى : *{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }* (58 سورة الأحزاب) .

▫️وقال تعالى : *{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }* (10 البروج )

__________________

*💠 نصيحة لمن قد إرتكب هذا الجرم العظيم 💠*

🔹هناك من قد إستحوذ عليه شيطانه ، وقادته نفسه الخبيثة الحاقدة الظالمة والأمارة بالسوء ، وطغى عليه شيطانه وحُجب عنه دينه وفَقد إيمانه ، ونسي آخرته ولقاء ربه ويوم الجزاء والحساب، وضاع عقله من التفكير في ما أعده الله للظالمين والمجرمين والمعتدين، فقام بأذية أحدهم بالسحر ، ظنناً منه أنه قد إنتصر لنفسه الخبيثة ، وأشفى غليله ، وأروى قلبه المريض بذلك الجرم العظيم ، وتناسا أنه في الحقيقة قد ظلم نفسه ظلماً كبيراً بإقدامه على ذلكم العمل المشين. 

▫️قال تعالى :  *(وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ)*  الطلاق (1)

*🔵 نذكر هولاء بقوله تعالى :  (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ)* الزخرف (65)

▫️ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : *( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ).*

رواه البخاري (الأدب المفرد) (483)، ومسلم(8/18_6668) 

 

*🔹فما زال هناك فسحة للتوبة النصوح والرجوع إلى الله والتحرر من المظالم قبل الموت، وقبل أن يلقى الظالم ربه بهذا الجرم العظيم الذي يوجب النار وسخط الجبار المنتقم.* 

▫️فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : *( اجتنبوا السبع الموبقات ) قالوا : يا رسول الله ، وما هن؟ قال : ( الشرك بالله، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )* متفق عليه.

🔹قال الشاعر /

*من كان يسعى في مضرّة غيره*

*فلنفسه درب السفالةِ قد رسم* 

*ياويل من ظلمَ العبادَ ولم يتب* 

*ياويلَ من لهم تسببَ بالإلم* 

*يا أيها المغرور حسبكَ ما الذي* 

*أغراك في دنيا تؤؤلُ إلى العدم* 

*فكر بنفسك قبل موتك وأتعظ*

*عند المنيّة ليس ينفعك الندم* 

*يوم القيامة سوف يجتمع الورى*

*وبه القصاصُ يكونُ ممن قدظلم* 

🔹والتحلل من هذه الكبيرة 

يكون بطلب العفو والمسامحة 

ممن آذاه بسحره ، فلا تصح توبة الظالم قبل أن يتحلل ممن ظلمه وآذه بالسحر.

🔹ولا تصح التوبة بدون الإعتراف بالجرم للمسحور ، والمساعدة بفك السحر عنه وإبطاله بالطرق الشرعية عبر الرقاة الشرعيين وليس بالإلتجاء إلى السحرة والمشعوذين الذين هم جزء من هذه الجريمة. 

▫️قال صلى الله عليه وآله وسلم قال: *( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)* رواه البخاري

*كتبه / عارف بن محمد الشميري* 

           مدير مركز الإستشفاء 

    بالقرآن الكريم والرقى الشرعية 

              اليمن - صنعاء