❎ هناك من يروج لمسألة أفتراس الذئاب للجن وخوف الجن الشديد منها.
🔹وهذا أمر ليس عليه دليل شرعي ولادليل علمي أو مادي ، بل أنها خرافة تتصادم مع النقل والعقل .
🔹وهي تفضي إلى الشرك ، فقد وجد من يتعلق بهذه الفكرة ، ويضع تميمة على صدره من ذيل الذئب أو من نابة ، معتقداً أنها تدفع أذى الأراح الشيطانية وتطرد الشياطين من المتلبسة بأجساد المرضى .
🔹ومعلوم أن الشياطين مخلوقات روحية هوائية غير مجسمة ، وتركيبتها الجسمانية التي آلت إليها لا تحتوي على شحم ودم ولحم ، كما هو حال الإنسان والحيوان ، حتى يتم إفتراسها وألتهامها والتغذي عليها.
🔹ومعلوم أن عالم الجن لا يرى لبني آدم بهيئته التي خلقه الله عليها ، قال تعالى : { إِنَّهُۥ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُۥ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ }
، وأن وعالم الجن يعد من الأمور الغيبية المجهولة ، ولا يمكننا الإستدال عليه إلا من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة ، أو من خلال الدلائل الواقعية المحسوسة والملموسة ، جراء إحتكاكهم بنا وأذيتهم لنا ، وعليه فإنه لا يمكن للآدمي رؤية الجن وهي تُلتهم من قِبل الذئاب، والقول بذلك ضرب من التخرص والحكم على الغيبيات بدون دليل.
🔹مع أننا قد نسلم بالفعل أن قد الذئاب قد ترى الجن ، كما تراها الكلاب والحمير كما جاء في السنة فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ ).
رواه أبو داود (5103)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود
ومع ذلك فإن إفتراس الذئاب للجن أمر مختلف تماماً عن مجرد الرؤية.
🔵 وهناك من إستدل لإثبات هذه الخرافة بكلام نقله عن الشيخ ابن جبرين رحمه الله ، ولا أعلم صحته ولم أجد مصدره ، أنه قال : هكذا سمعنا من كثير من الناس ، وذلك ممكن فقد ذكر لي من أثق به أن امرأة كانت مصابة بالمس ، وأن الجني الذي يلابسها كان يخرج أحياناً ويحادثها وهي لا تراه ، ويجلس في حجرها وهي تحس به ، وفي أحد المرات كانت في البرية عند غنمها وفجأة خرج ذئب عابر ، فوثب الجني من حجرها ورأت الذئب يطارده ورأته وقف في مكان ما ، وبعد ذهاب الذئب جاءت إلى موضعه فرأت قطرة من دم ، وبعد ذلك فقدت ذلك الجني ، وتحققت أنه أكله الذئب ، وهناك قصص أخرى ، فلا مانع من أن الله أعطى الذئب قوة الشم لجنس الجن أو قوة النظر ، فيبصرهم وإن كان البشر لا يبصرهم ، فلعلهم بذلك لا يتمثلون بالذئب ويخافون من رائحته ، فليس ذلك ببعيد .
🔹 قلت : وإن صح ذلك عن الشيخ إبن جبرين رحمه الله ، فهو ليس بدليل ، لاسيما وأنه اعتمد على قصه سردتها تلك المرأه ولم ترى بعينيها ذلك الجني التي تقول أنها تشعر به ، ولم تره عند أن كان الذئب يطارده ، وأنما توقعت ذلك من خلال تفسير ما كان يحدث أمامها لكائن غير مرئي ، وأستنتجت أن قطرة الدم كانت من الجني المطارد من الذئب ، وعليه هناك تساؤل ، وهو كيف لها أنت ترى دم الجني وهى لم تراه وهو يقعد في حجرها ..⁉️
وعليه فإن كل تلك القصة مبنية على تصور لأمر غيبي ، والقصة تشير إلى أن المرأة مصابة بمس شيطاني من خلال شرحها للإعراض ، ومعلوم أن من طبيعة المس التخييل للمريض ، فخَيّل لها أنه كان يجلس في حجرها وأنه فر من الذئب ، فأعتبرت ذلك الخيال حقيقية.
وإلا فكيف تركها الذئب وترك غنمها وذهب يطارد الجني الهوائي المفترض ..⁉️
كتبه / عارف بن محمد الشميري
مدير
مركز الإستشفاء
بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن - صنعاء
0 تعليق على موضوع : خرافة أفتراس الذئاب للجن
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات