🔹إن المجتمع الذي ينكر التعدد ويأباه ويأنفه ويحاربه ويستهتر ويستهزأ به وبمن يطبقة ، هو بلا شك مجتمع منتكس الفطرة ضعيف الفهم ، جاهل بتعاليم دينه وبعيد من ربه معترض على شرعه ، لا يميز المصالح من المفاسد ، وينظر بعين واخده ،الا من رحم الله فيهم .
▫️ولايرى الجانب المشرق في فضيلة التعدد للفرد والأسرة والرجال والنساء والمجتمع .
▫️ولا يؤمن بأن الله لا يشرع للعبادة الا مافيه مصلحتهم وفلاحهم وفوزهم الدنيوي والأخروي .
▫️فهو ينظر إلى المسألة بسطحية وبمنظور دنيوي مادي ، ولا يفكر بغير الكماليات والحظوظ الذاتية.
▫️وهناك من يعتبر التعدد خيانة للعشرة وووفاء الزوجة، ويعتبر الزواج بغيرها فيه كسر لمشاعرها وخدش لأحاسيسها ، وكأنه أرحم بها من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
▫️ومنهم يخشى الفقر وعظم المسئولية ولا يعلم بأن الزوجة تأتي برزقها قال تعالى : *(وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )* النور(32)
▫️وعن ابن مسعود : *(التمسوا الغنى في النكاح ، يقول الله تعالى : (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).*
"تفسير الطبري" (19/166) .
▫️وقال ابن كثير رحمه الله :
*(وقد زوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي لم يجد إلا إزاره ، ولم يقدر على خاتم من حديد ، ومع هذا فزوّجه بتلك المرأة ، وجعل صداقها عليه أن يعلمها ما يحفظه من القرآن).*
والمعهود من كرم الله تعالى ولطفه أن يرزقه وإياها ما فيه كفاية له ولها" انتهى .
"تفسير ابن كثير" (6/51-52).
▫️أو أنه ضعيف في شخصيته ولا يمتلك إرادته فيخضع ويسلم وينقاد لسلطة النساء وغيرتهن ورغباتهن الأنانية .
🔘ولو أجريت إحصائية دقيقة منصفة لعدد النساء العوانس والمطلقات والأرامل وعدد الرجال في بلدان الأسلام ، لوجدوا أن النساء ثلاثة أضعاف الرجال ، وبذلك تنبأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : *( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد).*
رواه البخاري ومسلم
💠 وهنا كانت الحكمة في شرعية التعدد فجعل التعدد هو الأصل في الزواج فقال سبحانه : *{ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا }.* النساء(3).
▫️وهنا تتجلى العدالة الربانية ، في إنصاف العوانس اللاتي تكدسن في بيوت المسلمين ، والمطلقات اللاتي أصبحن بالملايين في المجتمعات الأسلامية ، والأرامل اللاتي يسقط أزواجهن جراء الحروب والحوادث بالملايين في بلداننا ..‼️
▫️والإحصائيات التي إجريت في العالم الإسلامي عن هذه الظاهرة مجفعة ومحزنة ، وتشكل عبئاً كبيراً على كاهل الأمة وتنذر بشر مستطير إن تتدارك ، وتكشف عن خلل كبير في سلوك المجتمع .
▫️ولذلك حث ديننا الحنيف على التعدد ، حتى يحرمنّ كثير من النساء قبل الرجال من نعمة ومتعة الزواج ، وحمايةً لهن وللرجال وللمجتمع عموماً من الفساد الاخلاقي الذي يؤدي اختلاط الأنساب والتفسخ والإنحلال و يوجب العقوبة الإلهية .
❎ وبسبب إنتكاس المفاهيم والفطر السليمة والبعد عن الدين والتعلق بالدنيا ، قد نجد كثيراً العوانس والمطلقات والأرامل يرفضن التعدد ، وهنا تكمن المصيبة إذ أنه ليس من المتوقع أن يقدم شاباً بكراً على التقدم لهن لقلة عددهم في المجتمع ، ولميل الشباب إلى الزواج من صغيرات السن البكارى ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : *( إذا أتاكم من تَرضَون دِينَه وخُلُقَه فأنكِحوه إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ . قالوا : يا رسولَ اللهِ وإن كان فيه ؟ قال : إذا جاءكُم مَن تَرضَون دينَه وخُلُقَه فأنكِحوهُ ).*
حسنه الألباني - إرواء الغليل (1868)
وهنا إشترط النبي صلى الله عليه وآله وسلم القبول بالدين مهما كان الرجل متزوج أو غير متزوج، وقال *(إن لا تفعلُوه تكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ كبيرٌ)* وهذا مانشاهد اليوم من انتشار للفساد في بلدان المسلمين ، بسبب رفض شرع الله الذي جاء الأسلام لصلاح الفرد والمجتمع .
*💠فوائد تعدد الزوجات 💠*
ذكر الشيخ ابن عثيمين عدة فوائد للتعدد:
▫️من المُمكن أنْ تَمرض الزّوجة مرضاً لا شفاء منه ولها أولادٌ فالأسرة بحاجةٍ إلى امرأةٍ تخدمها، والتعدّد وَضَع حلاً يحول دون طلاق الزّوجة وبقائها على ذمةِ زوجها والعيش في بيتها مع أولادها، وتجد من يقوم على رِعايتها.
▫️ التعدّد يُساعد على تقوية الرّوابط الاجتماعية بين الناس.
▫️كثيرٌ من النّساء يكون الزّواج صوناً لهنّ من العوز فهنّ بحاجة إلى من يُنفق عليهن.
▫️بعض الرّجال لديهم شهوةٌ جنسيةٌ حادةٌ لا تكفيهم زوجةٌ واحدةٌ، فخوفٌ من الاتجاه إلى إشباع غريزتهم بالحرام وانتشار الفاحشة في المجمع يلجؤون للزّواج.
▫️يظهر بعد الزّواج أنّ المرأة عقيم فتكون أمام الرّجل فرصةٌ للزّواج من امرأةٍ أخرى مع بقاء زوجته الأولى على ذمته وهذا يحفظها ويصون كرامتها.
▫️قد تَتَسبب الحروب بموت الرّجال فتزيد نسبة الإناث في المجتمع، والتعدّد ضبط هذا الموضوع.
▫️قد يقع الرَّجل بحب امرأةٍ غير زوجته فيكون التعدّد هو الحل الذي يحفظ كيان الأسرة ويحول دون تَفكّكها.
▫️إنّ تعدّد الزّوجات فيه حمايةٌ للمجتمع من الرَّذيلة، فما نراه من انتشار الأمراض في المجتمعات التي لا تَأخذ بمبدأ تعدّد الزوجات خير دليلٍ على أنّ التعدد خيرٌ للبشرية جمعاء). انتهى كلامه رحمه الله
❎ أما في المجتمعات الغربية ومن يقلدهم من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ، فهم يحرمون تعدد الزوجات
ويعتبرونها جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن والغرامة .
❎ بينما يبيحون الزنا بإتخاذ خليلة
ولو كانت هذه العشيقة متزوجة في ذمة رجل آخر ، ويعتبرون الأمر حرية شخصية .
🔹بمعني أن الحرية عندهم
يسمح بها في الأعمال الرذيلة
ولا يسمح بها في الاعمال الفضيلة .
💠 فالحمد لله حمداً كثيراً، أذ اكرمنا الإيمان بالأسلام وبتعاليمه السامية وبنعمة .
كتبه / عارف الشميري
0 تعليق على موضوع : فضيلة تعدد الزوجات
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات