------------ تَضَارِيسُ الطِّبَاعِ -----------
تَغَابَيتُ حتى قِيلَ :ما بَالُهُ غَبِي؟ !!
وبَينَ الحَنَايَا أَلفُ سِرٍّ مُغَيَّبِ
ومَاضَرَّنِي أن يجهلَ الناسُ ماطَوَى
جَنَانِي ومافي مُهْجَةِالقَلبِ يَختَبِي
جُبِلتُ على حِفظِ المَوَدَّاتِ بَاذِلاً
إلى الناسِ مَا أرضَاهُ منهم يَحِلُّ بِي
أُكِنُّ لِقَومِي الحبَّ والحبُّ مُوجِبٌ
لإغضَاءِ طَرفِي عن إسَاءَةِ مُذنِبِ
حِفَاظِي على وُدِّ القُلُوبِ سَجِيَّةٌ
وَدَربُ التَّغَابِي مَسْلَكُ المُتَأَدِّبِ
لِكُلِّ امْرِئٍ في النَّاسِ طَبعٌ يَخُصُّهُ
يَلوُحُ اختِلافُ الطَّبعِ بَينَ بَنِي الأَبِ
تَضَارِيسُ دُنيَاهُمْ تُحَاكِي طِبَاعَهُم
وَلَيسَ غَلِيظُ الطَّبعِ مِثلَ المُهَذَّبِ !!
لِهَذَا وَذَاكَ الضِّدِّ لَانَتْ عَرِيكَتِي
وَتَقَرِيبُ ذَاتِ البَينِ دِينِي ومَذهَبِي
أُدَارِي لِدَرءِ الشَّرِّ ، والشَّرُّ كَامِنٌ
بِأَوكَارِ سُوءِ الظَّنِّ في عَقلِ مُغضَبِ
وَمَامِثلُ سُوءِ الظَّنِّ مِفتَاحُ فِتنَةٍ
١
تُبَاعِدُ أَوصَالَ النَّسِيجِ المُقَرَّبِ
ومَن بِاتِّبَاعِ الظَّنِ يُبلَىٰ فَلاَ يَرَىٰ
إِلى النَّاسِ إِلَّا وِفقَ حُكْمٍ مُغَيَّبِ
يُخَالِجُهُ بالظَّنِّ حُكْمٌ مُسَبَّقٌّ
عليهم وأَخذُ المَوقِفِ المُتَصَلِّب
يُؤَوِّلُ مايَأتُونَ تأوِيلَ تُهْمَةٍ
ويَنسِجُ من أَقوالِهِم خَيطَ مَثْلَبِ
يُعَادِي وَيَستَعدِي ويبنِي قَرَارَهُ
على جُرُفٍ هَارٍ من الوَهْمِ مُتعِبِ !!
يُقَطِّعُ حَبلَ الوُدِّ عن أَهْلِ وُدِّهِ
وَإن أَذنَبُوا يَأْتي بِذَنبٍ مُرَكَّبِ!!
إِذَا كَانَ يَشكُو خَصمَهُ عن ظُلَامَةٍ
صَوَابَاً ؛ فخيرٌ أن يُدَاوِي بِأَصوَبِ!!
هَلِ الشَّرعُ مَقصُورٌبِشَكْوَىٰ خُصُوْمَةٍ
وتَدبِيجِ أَحكَامٍ لِقَصدِ التَّغَلُّبِ ؟!
أَمِ الشَّرعُ أن نَرجُو رِضَا اللَّهِ رَبِّنَا
بِأَقوَالِنَا والفِعلِ في كُلِّ مَأْرَبِ!!؟
صِلَاتُ قَرَابَاتٍ وإِكْرَامُ جِيرَةٍ
إِلى رَحمَةِ الرَّحمَٰنِ بَابُ التَّقَرُّبِ
مَكَارِمُ أَخلَاقِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
شَرِيعَتُنَا ، فَلْنَتَّبِعْ شِرْعَةَ النَّبِي
وَلَمْ يَخْلُ مِن أَهْلِ البَصَائِرِ مَعشَرٌ
عَلِيهِمْ مَدَارُ الأَمْرِ في كُلِّ مَطلَبِ
إذا صَلُحَت نِيَّاتُهُمْ أَصلَحُوا بِهَا
مَعَاشِرَهُمْ وِفْقَ المَسَارِ المُحَبَّبِ
عَشِيرَتُكَ الأَدنَونَ والأَبعَدُونَ هُمْ
ضَمِيرُكَ إن قَارَبتَهُمْ خَيرَ مَقْرَبِ
لَعَمْرُكَ مَاسَادَ امْرُؤٌ بَينَ قَومِهِ
إِذَا سَارَ فِيهِمْ لَاهِثَاً خَلْفَ مَكْسَبِ
َأنَانِيَّةٌ في الأَخذِ والبُخلُ في العَطَا
وَرُوحُ التَّعالِي من جَبِينٍ مُقَطِّبِ !!
إِذَا مَا تَصَدَّرْتَ الأُمُوْرَ فَلَا تَكُن
عَجُولَاً وخُذ رأْيَ الخَبِيرِ المُجَرِّبِ
تَفَاوَتَتِ الأَفهَامُ ، فاسْبُرْ لِتَكْتَشِف
دَخَائِلَهَا ، كُنْ كَالحَكِيمِ المُطَبِّبِ
تَجَرَّدْ عَنِ الذَّاتِيَّةِ ،اصْبِرْ على الأَذَىٰ
بِرُوحِ مُحِبٍّ وآسِعِ الصَّدرِ أَرحَبِ
****************
شعر/
محمدعبدالغني عبدالرحيم الشميري
تَغَابَيتُ حتى قِيلَ :ما بَالُهُ غَبِي؟ !!
وبَينَ الحَنَايَا أَلفُ سِرٍّ مُغَيَّبِ
ومَاضَرَّنِي أن يجهلَ الناسُ ماطَوَى
جَنَانِي ومافي مُهْجَةِالقَلبِ يَختَبِي
جُبِلتُ على حِفظِ المَوَدَّاتِ بَاذِلاً
إلى الناسِ مَا أرضَاهُ منهم يَحِلُّ بِي
أُكِنُّ لِقَومِي الحبَّ والحبُّ مُوجِبٌ
لإغضَاءِ طَرفِي عن إسَاءَةِ مُذنِبِ
حِفَاظِي على وُدِّ القُلُوبِ سَجِيَّةٌ
وَدَربُ التَّغَابِي مَسْلَكُ المُتَأَدِّبِ
لِكُلِّ امْرِئٍ في النَّاسِ طَبعٌ يَخُصُّهُ
يَلوُحُ اختِلافُ الطَّبعِ بَينَ بَنِي الأَبِ
تَضَارِيسُ دُنيَاهُمْ تُحَاكِي طِبَاعَهُم
وَلَيسَ غَلِيظُ الطَّبعِ مِثلَ المُهَذَّبِ !!
لِهَذَا وَذَاكَ الضِّدِّ لَانَتْ عَرِيكَتِي
وَتَقَرِيبُ ذَاتِ البَينِ دِينِي ومَذهَبِي
أُدَارِي لِدَرءِ الشَّرِّ ، والشَّرُّ كَامِنٌ
بِأَوكَارِ سُوءِ الظَّنِّ في عَقلِ مُغضَبِ
وَمَامِثلُ سُوءِ الظَّنِّ مِفتَاحُ فِتنَةٍ
١
تُبَاعِدُ أَوصَالَ النَّسِيجِ المُقَرَّبِ
ومَن بِاتِّبَاعِ الظَّنِ يُبلَىٰ فَلاَ يَرَىٰ
إِلى النَّاسِ إِلَّا وِفقَ حُكْمٍ مُغَيَّبِ
يُخَالِجُهُ بالظَّنِّ حُكْمٌ مُسَبَّقٌّ
عليهم وأَخذُ المَوقِفِ المُتَصَلِّب
يُؤَوِّلُ مايَأتُونَ تأوِيلَ تُهْمَةٍ
ويَنسِجُ من أَقوالِهِم خَيطَ مَثْلَبِ
يُعَادِي وَيَستَعدِي ويبنِي قَرَارَهُ
على جُرُفٍ هَارٍ من الوَهْمِ مُتعِبِ !!
يُقَطِّعُ حَبلَ الوُدِّ عن أَهْلِ وُدِّهِ
وَإن أَذنَبُوا يَأْتي بِذَنبٍ مُرَكَّبِ!!
إِذَا كَانَ يَشكُو خَصمَهُ عن ظُلَامَةٍ
صَوَابَاً ؛ فخيرٌ أن يُدَاوِي بِأَصوَبِ!!
هَلِ الشَّرعُ مَقصُورٌبِشَكْوَىٰ خُصُوْمَةٍ
وتَدبِيجِ أَحكَامٍ لِقَصدِ التَّغَلُّبِ ؟!
أَمِ الشَّرعُ أن نَرجُو رِضَا اللَّهِ رَبِّنَا
بِأَقوَالِنَا والفِعلِ في كُلِّ مَأْرَبِ!!؟
صِلَاتُ قَرَابَاتٍ وإِكْرَامُ جِيرَةٍ
إِلى رَحمَةِ الرَّحمَٰنِ بَابُ التَّقَرُّبِ
مَكَارِمُ أَخلَاقِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
شَرِيعَتُنَا ، فَلْنَتَّبِعْ شِرْعَةَ النَّبِي
وَلَمْ يَخْلُ مِن أَهْلِ البَصَائِرِ مَعشَرٌ
عَلِيهِمْ مَدَارُ الأَمْرِ في كُلِّ مَطلَبِ
إذا صَلُحَت نِيَّاتُهُمْ أَصلَحُوا بِهَا
مَعَاشِرَهُمْ وِفْقَ المَسَارِ المُحَبَّبِ
عَشِيرَتُكَ الأَدنَونَ والأَبعَدُونَ هُمْ
ضَمِيرُكَ إن قَارَبتَهُمْ خَيرَ مَقْرَبِ
لَعَمْرُكَ مَاسَادَ امْرُؤٌ بَينَ قَومِهِ
إِذَا سَارَ فِيهِمْ لَاهِثَاً خَلْفَ مَكْسَبِ
َأنَانِيَّةٌ في الأَخذِ والبُخلُ في العَطَا
وَرُوحُ التَّعالِي من جَبِينٍ مُقَطِّبِ !!
إِذَا مَا تَصَدَّرْتَ الأُمُوْرَ فَلَا تَكُن
عَجُولَاً وخُذ رأْيَ الخَبِيرِ المُجَرِّبِ
تَفَاوَتَتِ الأَفهَامُ ، فاسْبُرْ لِتَكْتَشِف
دَخَائِلَهَا ، كُنْ كَالحَكِيمِ المُطَبِّبِ
تَجَرَّدْ عَنِ الذَّاتِيَّةِ ،اصْبِرْ على الأَذَىٰ
بِرُوحِ مُحِبٍّ وآسِعِ الصَّدرِ أَرحَبِ
****************
شعر/
محمدعبدالغني عبدالرحيم الشميري
1 تعليق على موضوع : شعر بعنوان تضاريس الطباع للشاعر محمد عبدالغني الشميري
رحمة الله على روحك الطاهره
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات