-->
الكربديalkrbdi الكربديalkrbdi

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اليمن في العهد العثماني

اليمن تحتَ الحكم العثماني هي الفترة التي بسطت فيها الدولة العثمانية سلطتها على بلاد اليمن وتنقسم إلى فترتين، الأولى وهي فترة إيالة اليمن من عام 1539 وحتى 1634 والثانية وهي ولاية اليمن من عام 1872 وحتى 1911. كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم[1] أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات متكررة من الأئمة الزيدية والقبائل.

الفترة الأولى

دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهريين. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل آل كثير الذين سيطروا على الشحر من بني طاهر.[2] واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا الشحربحضرموت عام 1528 بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو. اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538وصلب عامر بن داوود وشرع عسكره بنهب المدينة [3] وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر.[4] ولكن كان خادم سليمان باشا مدركاً للحلف الذي أقيم بين عامر بن داوود والبرتغاليين [5] كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتلال اليمن بعد مصر وقال عن اليمن [6]:
«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهاب والمجوهرات لإسطنبول»
بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامةواتخذ من زبيد مقرا إداريا للسلطة العثمانية.[7]
حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة مابين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف [8][9] كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم[1] ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة [10]:
«مارأينا مسبكا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا اليها عسكرا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه الا الفرد النادر»
أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي يحيى شرف الدين، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إماماً من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين لإنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة[11] فحز ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز وتوجهت شمالاً نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إماماً على عمران وقاعدته ثلا[12] أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران.
عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبينيدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصب نفسه أميراً عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل ازدمر باشا قوة إلى زبيدقتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548 [13]تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالماً قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرا لملوك بني رسول. علم أن في إبحصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعا ولفق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الإنصياع لأوامره. حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه سنجقا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا [14] المؤرخ العثماني المقرب من سنان باشا زعم أن هذه الحادثة أفرحت الزيدية لإن الفقيه النظاري كان سنياً ويكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين[14] استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك[15] ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام 1564 م وأصبح محمود باشا حاكما لمصر وهو من بنى مسجد المحمودية الذي لا يزال قائما في القاهرة.
عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولايكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامةوولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرا للأئمة الزيدية [16] تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567[17]

أحد حصون ثلا في عمران حيث تحصن المطهر بن يحيى شرف الدين
تقدم بدو الجوف نحو تعز ومن ثم عدن وعندما علم سلطان الشحر في حضرموت بقدومهم عدن، قام بإرسال المؤن للعثمانيين فيها[18] كانت حضرموت خاضعة لعدة إمارات صغيرة لم يهتم بها العثمانيون واكتفوا بأمرهم ذكر سلاطين آل عثمان في خطب الجمعة وخشي سلطان الشحر تقدم الزيدية من عدن نحوه. بعد مقتل مراد باشا وفناء غالب الجيش العثماني في اليمن، أمر الباب العالي اللالا مصطفى باشا بالتوجه إلى اليمن، رفض في البداية ولم ينصاع إلا بعد أن رأى غضب السلطان [19] توجه لالا مصطفى باشا إلى مصر وحاول جمع القوات إلا أن الجيش التركي في مصررفض التوجه إلى اليمن، فأرسل اللالا مصطفى باشا اثنان من جواويش مصر برسالة يعرضان على المطهر الصلح ويأمرانه بالطاعة بل طالبوه بالاعتذار والقول أنه لم يأمر بأي عمل ضد القوات العثمانية وأن ماحدث صدر عن العربان الجهلة وليس من حضرته الشريفة على حد تعبيرهم [20]رفض الإمام المطهر وبعث رسالته إلى الباب العالي مع الجاويش مصطفى باشا [21] أرسل اللالا مصطفى باشا القائد عثمان باشا الذي وصل تعز عام 1569 وحاصر قلعة القاهرةولم يستطع العسكر العثماني الوصول إليها ولا إصابتها وقطعت عليهم القبائل المؤن وحاصرتهم وتعرض الجيش العثماني لخسائر فادحة [22] خاض العثمانيون ثمانين معركة مع الزيدية توجت بمقتل مراد باشا قرب ذمار، ولكن كان الأتراك في أوج قوتهم ولم يكونوا على إستعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادة سنان باشا، قائد عثماني بارز من أصل ألباني، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن[23]
عزل السلطان سليم الثاني اللالا مصطفى باشا لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر باعدام عدد من أمراء السناجقفي مصر وولى سنان باشا مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي في مصر إلى اليمن[24] قدم سنان باشامن مصر ونزل مكة ومر بجيزان وزبيد وهي مناطق كانت لازالت خاضعة للعثمانيين. وخلص عدن وتعز وإب من أتباع المطهر ثم حاصر شبام كوكبان لسبعة أشهر انتهت بتوقيع هدنة[25] استمر العثمانيون بتعقب الإمام المطهر وأنصاره لا يسيطرون على قرية إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد، ولاحظ الأتراك أن القبائل كانت تشعل النيران كلما انسحبت نحو الجبال وذلك لإعلام القبائل الأخرى أنهم لا زالوا أحياء ولم يستطع العثمانيون القضاء على الإمام المطهر[26][27]توفي الإمام المطهر عام 1572 ولم يتحد الزيدية عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء المطهر مع الحسن بن علي بن داودفاستغل العسكر الانقسام وتمكن العثمانيون من اقتحام صنعاء وصعدة ونجران عام 1583 بدعم من الإسماعيليةالمناهضين للزيود [28][29] تحصن الحسن في شهارة وتم اعتقاله عام 1585 وسُجن في صنعاء ثم نُقل إلى تركياومات فيها. كان الزيدية هاجس العثمانيين الأكبر في شبه الجزيرة العربية [30] فكفرهم العثمانيين ورموهم بالإلحاد والزندقة وكان السبب سياسياً فالعثمانيين لم يكفروا الإسماعيلية ذلك أنهم كانوا متعاونين معهم ضد الزيديةوكانوا يبررون وجودهم في اليمن بأنه نصرة للإسلام [31]ولكن الحقيقة أنهم أرادوا التحكم بحركة التجارة عبر البحر الأحمر [32]

كاتب الموضوع

alkrbdiالكربدي

0 تعليق على موضوع : اليمن في العهد العثماني

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    الكربديalkrbdi

    2019